مضت من حبر الصحافة إلى ترددات الأثير ، ما بين البينين تركت للمتلقي رسالة أنيقة و صادقة ، لم تكتف بالإعلام و لم يشبِع شغفها حيث وثبت إلى التمثيل من نافذة الصدفة ! أدت دور ” لطيفة “
في مسلسل حارة الشيخ و ذلك بعد أن تقلدت بأدوار أخرى ، و ها هي اليوم تجسد شخصية ” سارة ” تلك الماكثة خلف القضبان ،
سارة التي أرتشفت من دموعها و من أنينها الدامي و ذلك من خلال المسلسل الدرامي ” سوق الدماء ” الذي مازال قيد التصوير ، تعتبر وقوفها أمام الممثل تركي اليوسف أمر مهيب ، تستقي خبرتها من تجارب الآخرين و من حدسها الذي لا يكذب ، تؤكد بأن الصحافية حين تسلك طريق التمثيل غالباً ما تكون لها مكانة خاصة و قيمة كبيرة لدى الممثلين ، إنها الاعلامية و الممثلة الشابة شيماء الفضل ، فتحت لنا قلبها فكان هذا الحوار ….
# من ردهات الصحافة إلى دهاليز المذياع ، ماذا حققت شيماء ؟
رحلتي في المجال الاعلامي مازالت قصيرة، فأنا أرى أنني لم أحقق شيء بعد ! دخلت الإعلام من باب القصد لا من نافذة الصدفة ، فبعد أن انتهيت من دراستي سافرت إلى احدى الدول العربية رغبة في التعمق و التدريب ، آنذاك لم يكن الاعلام بذات القوة التي بات عليها اليوم .. ولكن ولله الحمد حصدت بعض النجاحات التي كانت لي كدافع للأفضل ، كنجاحي في إذاعة ألف ألف اف ام ، أو كنجاحي في بعض الأعمال التمثيلية التي قدمتها .. أي اعلامي أو حتى فنان ينظر لنفسه بأنه وصل أتوقع أنه لن يصل و سيفشل، لذا أرى نفسي دائماً في بداية الطريق سواء في الصحافة أو التمثيل.
# تبلورت بداخلك ممثلة شغوفة ، فمتى اكتشفتِ قدرتك على التمثيل ؟
عمري كممثلة لا يتجاوز الست سنوات ، و أحب أن أصنف نفسي هُنا هاوية ، لعبت معي الصدفة دورها إذ كنت مراسلة في إحدى القنوات الفضائية و ذهبت لإعداد تقرير عن أحد الأفلام السعودية الذي تم تصويره في منطقة نائية ، فرآني المخرج و أنا مبهورة بذلك الفيلم المرعب فطلب مني المشاركة بدور بسيط و تحول فيما بعد لدور بطولي .. و للأسف الفيلم لم يتم تسويقه جيداً ..
# هل الدراما استطاعت أن تخطفك من الاعلام ؟
لربما لفترات من حياتي ، أتذكر حين أجلت برنامجي الاذاعي من أجل التمثيل ، و لكن كلما خطفني التمثيل أحاول أن أستعيد الاعلامية التي بداخلي ..
# قلتِ بأن الصحافية حين تدخل عالم التمثيل تكون لها مكانة خاصة ، احكي لنا أكثر عن ذلك ؟
صحيح .. الوسط الفني تُشن فيه الحروب ، و لكن في السعودية الأمر أقل وطأة إذ تحكمه بعض التقاليد عكس الدول العربية الأخرى ، حين دخلت الوسط الفني كصحفية و مذيعة وجدت التقدير فدائماً ما يسألوني عن إمكانية بدء الإفصاح عن المسلسل في الوسائل الاعلامية ، و كذلك عن بعض العناصر التسويقية ..
# حين قررتِ أن تكوني ممثلة ، ما أول تحدي واجهتيه ؟
المجال الاعلامي أكثر تقنين من المجال الفني ، بمعنى أن الفن ليس له زمن محدد ، فنحن متأهبون للسفر في أي لحظة لتصوير مشهد ما كما أن عامل الوقت نستطيع أن نصفه بـ المطاطي ، فساعات التصوير طويلة و قد يكون ذلك على حساب نفسك أو عائلتك فإن لم يكن لكِ زوج أو أب أو أخ يحتويكِ سيكون ذلك صعباً جداً ، حين صورت مسلسل حارة الشيخ ، أمضيت ثلاثة شهور في مدينة أبو ظبي ، و كان ذلك بمثابة تحدي حيث تحديت نجاح برنامجي الذي يُبث عبر الراديو وقمت بتقديم طلب اجازة من أجل تصوير المسلسل ، كما أن ثمة صعوبات أخرى اعترضتني و لكن لا أحب أعدد عيوب مهنة أنتمي إليها دون ذكر مزاياها …
# برأيك هل الكاميرا تشبه المرآة ؟ و ماذا تعني لك عدستها؟
سؤال صعب ! و لكن دعيني أقول لكِ بأنه ثبت علمياً بأن الصورة في الكاميرا تختلف عن المرآة ، و لكن من وجهة نظري أفضِّل ( المرايا ) فصورنا في الكاميرات هي الصور المطلوب أن نكونها سواء في التمثيل أو الاعلام من خلال رؤية المخرج أو مدير القناة …الخ و هي صور تعبر عن جزء من الحقيقة ، أما المرآة فهي تعبر عن كل الحقيقة و هي الأجمل و الأصدق .. أذكر في السابق قالت ممثلة أمريكية أن ثمة مدير تصوير تكره التعامل معه كونه يبشعها يبدو أنه لا يأخذ لها الصور من الزوايا التي تجعلها أجمل و لا يستخدم لها اضاءة التصوير المناسبة ..
الكاميرا تعني لي الصورة التي ينبغي أن تكون وفقاً لشخصية ما أو مُخرج ما ..
# قيل : حين يجسد الممثل شخصية ما ، قد تؤثر عليه لاحقاً و قد يصعب عليه الخروج منها بعد الانتهاء من العمل ، ما رأيك و هل حدث معك شيء مشابه لذلك ؟
فعلاً هذا مايحدث للكثير من كبار الممثلين ،
و قد أستشعرته الآن أثناء تجسيدي لدوري في مسلسل سوق الدماء ، منذ أن بدأت التصوير و أنا أعيش تعب نفسي ، إذ ثمة مشاهد يتخللها الألم
و البكاء ! كان من الصعب عليّ الفصل بين شخصيتي الحقيقة و الأخرى التي أجسدها ، كان المخرج الكبير ليث حجو و الذي تشرفت بالعمل معه يخبرني دائماً بضرورة عدم الفصل إلى الانتهاء من المسلسل ، الشخصية التي جسدتها كان لها نصيب من السجن فكان يجب عليّ أن أرى تجارب غيري من الممثلات لإتقان الدور و طبعاً بعيداً عن التقليد ، فالغرض من ذلك الإلمام بتجربة الآخريات و دعيني أقول بأننا نحن ممثلات السعودية نفتقد خبرة ممثلات الدول العربية الأخرى أو الغربية ،
الممثل لابد أن يحضر العديد من المهرجات التي تخص السينما أو التمثيل إذ أن ذلك يغذيه و يصقله حيث يرى أدوار و أنماط جديدة ..
# إن منحناك مساحة للحديث عن مسلسل ( سوق الدماء ) و الذي هو قيد التصوير ، فماذا ستقولين ؟
سوق الدماء مسلسل درامي سعودي ، يتم تصويره في مدينة الرياض ، يناقش قضية لم تُطرح بعد ،
و هو كتابة علاء حمزه و اخراج الرائع ليث حجو ..
و انتاج شركة الصدف للإنتاج التي أخصها بالشكر حيث أسندت لي هذا الدور ووثقت بي بعد غياب ثلاث سنوات ، كما أشكر مدير الانتاج الأستاذ رياض أحمد ، سيعرض المسلسل على قناة Mbc و هو بطولة لي مشتركة مع الفنان الكبير تركي اليوسف
و النجمة الهام علي .. أجسد شخصية بكائية قادتها الأسباب لذلك ! و قد كانت لدي بعض المخاوف من الوقوف امام الفنان المخضرم تركي اليوسف ، فأنا كنت أشاهد له دمعة عمر و لم أتخيل بأني سأقف أمامه بهذه السرعه ، و قد ساعدني كثيراً خلال العم …
# قلتِ بأن الممثل السعودي لم يجد فرصته في التسويق لدى شركات الانتاج العربية ، برأيك مالحلول المجدية ازاء ذلك ؟
صحيح قلت ذلك كوني مذيعة كنت أناقش هذه القضايا ، و لكن لا أريد التعميم بالفعل المسلسل السعودي ينقصه التسويق الجيد ، لن أقول بأن تجربة الدراما في مصر أو سوريا هي الأنجح و لكن هم يسبقوننا .. تجاربهم تلك تؤكد تسويقهم الناجح ، مهم حضور الممثل السعودي في المهرجانات حيث أن ذلك تسويق له ، كما أن تواجده في مسابقات الأفلام القصيرة أو الروائية مهم جداً ، أيضاً هو نفسه الحال في ضرورة ظهوره في المسابقات و لجنات التحكيم في بعض البرامج التلفزيونية على سبيل المثال ناصر القصبي و الذي يظهر بشكل مكرر ، فمن وجهة نظري لابد أن لا يسلط الضوء على فنان واحد بل على كل المواهب الفنية التي تستحق ، أنا ليست ضد القصبي و لكن أتمنى انصاف باقي المواهب سواء الرجالية أو النسائية ، و خصوصاً النسائية التي تفتقر للتسويق السعودي ، مدراء شركات الانتاج
بعضهم يرددون من الاسم السعودي الذي سيكون ضمن طاقم العمل ؟ و الاستفهام يتحقق بذات السبب الذي أعود إليه مجدداً ضعف التسويق لدينا و أيضاً بعض الأسماء الكبيرة ذات الأجر العالي قد تكون داعياً !
# ثمة من يقول بأن المسلسلات الخليجية أشبه بعملية ” نسخ و لصق ” من السبب في ذلك ؟ و هل نوجه اللوم لكتاب النصوص الدرامية أم للرقابة ؟
لا يوجد كتّاب دراما حقيقين، و بالتالي شركات الانتاج لديهم الكاتب الأوحد الذي يتكرر كل عام ،
و هذه ليست مشكلة الممثل الذي هو في الأصل مؤدي ، تخلصنا من موضة تقليد المسلسلات الخليجية و لكن لا جديد ! و ما يستحق أن أشير إليه حضوري لمسابقة الأفلام القصيرة بالدمام إذ رأيت طاقات هائلة و جبارة و ذلك يُبشر بالخير ، و من الأمور المحزنة إهمال المسرح في السابق و لكن هاهو اليوم يتأهب للأفضل توافقاً مع رؤية 2030 ،
و قد تألق مؤخراً مسرح السعودية على غرار تجربة مسرح مصر و قد تضمن ورش عمل جميلة..
فالقادم ستمضي الدراما و كذلك المسرح في الطريق الصحيح ، و لكن أرجو من شركات الانتاج النظر للمواهب الشبابية بالرأفة و الرحمة فثمة تجارب عربية يرفع لها القبعة ، مثلاً الفنان أحمد حلمي الذي بدأ قبل التمثيل كاتب و سيناريست ذكر أن تجربته الأولى في الكتابة كانت من تمثيل الفنان أحمد حلمي ، و هذا تقدير للمواهب و تحفيز للابداع .. أرجو أن نكون كهؤلاء ..
# المشاهد يريد من الممثل عملاً متفرداً هادفاً ، إذن فماذا يريد الممثل من المشاهد ؟
أحياناً يريد الممثل من الجمهور أن ينظر إليه بعين الرحمه ، حيث يطالبونه دائماً بالجديد و هذا من حق الجمهور و لكن الممثل أحياناً يحتاج لبعض التمهل أو الراحه ، كما أن الممثل قد يخطئ أو يشارك دون المستوى المطلوب لابد من الجمهور العزيز أن يكون مقدراً لذلك و ألا يرتدي زي الجلاد ..
# هل ثمة دور جسدته فنانة أو فنان ما و ظل عالقاً في ذهنك ؟
الممثل مايكل دنكان بطل فيلم ذا جرين مايل انتاج عام 2000 ، عُرِض الفيلم منذ 18 سنة لكنه يُدرس و حصل على اكثر من جائزة اوسكار للاسف انا اكتشفته منذ أربع سنوات و تأثرت به جداً
كان لـ مايكل دنكان مشهد يتم من خلاله اعدامه و قد تلون دنكان بتعبيرات طبيعيه لمستني خصوصا ان دوري في المسلسل يدور حول مشاهد السجون و الاعدام ..
# لو خُيرت بين التمثيل و الاعلام .. ماذا ستختاري ؟
أتمنى أن لا أخيّر ، و أطمح إلى الإبداع في المجالين ..
# أين ترين نفسك بعد عشرة أعوام و مالذي تطمحين إليه ؟
لا نعلم عن حالنا في ذلك الحين ، و لكن أنا طموحة جداً ، إن كان حسب تصوراتي لصعدت إلى الفضاء و لو إلى الأقل فإنه برنامج ناجح على قناة محلية ، لا أسعى للشهرة و قد جاءني طلب من بعض الشركات بأن أشهر نفسي من خلال السوشيل ميديا و لكنني لم أحبذ ذلك كونه قد يساهم في شراء المتابعين ! كما أن كثير من مشاهير السوشيل ميديا لا يملكون محتوى و بعضهم يدعون الاعلام و حين يقفوا أمام الكاميرات يكونوا فارغين و لا يجيدون الحديث ، أنا لا أتمنى الشهرة حيث أسعى للنجاح ..