أعلنت قوات سورية الديموقراطية السبت القضاء التام على تنظيم داعش، بعد ستة أشهر من اطلاقها هجوماً واسعاً بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية على آخر جيب للإرهابيين في شرقي سوريا.
وقال مدير المركز الإعلامي في قوات سورية الديموقراطية مصطفى بالي، في تغريدة على (تويتر) بالإنكليزية “تعلن قوات سورية الديموقراطية القضاء التام على ما يسمى بالخلافة وخسارة التنظيم لأراضي سيطرته مئة في المئة”.
وفي تغريدة أخرى بالعربية، كتب بالي “الباغوز تحررت والنصر العسكري ضد داعش تحقق” مضيفاً “بعد سنوات من التضحيات الكبرى نبشر العالم بزوال دولة الخلافة المزعومة”.
ورفعت قوات سورية الديموقراطية رايتها الصفراء في الباغوز. وهتف مقاتل في صفوفها لفريق فرانس برس، قائلاً: “داعش انتهى.. نحن نعيش الفرحة الآن”.
– خنادق وبطانيات مبعثرة –
وجاءت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على آخر جيوب التنظيم بعد ستة أشهر من هجوم واسع بدأته في ريف دير الزور الشرقي بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية.
ودارت معارك عنيفة بين الطرفين منذ التاسع من فبراير، تخللها قصف مدفعي وغارات للتحالف. في وسط المخيم الذي شكل آخر بقعة للتنظيم قبل انكفاء مقاتليه في الأيام الأخيرة الى جيوب على ضفاف النهر، شاهدت صحافية في وكالة فرانس برس السبت خنادق محفورة تحت الأرض وبطانيات مبعثرة وآوان منزلية ومولدات كهرباء مرمية في كل مكان، بين خيم مهترئة وأخرى محروقة أو مغطاة ببطانيات وقماش ملون.
وقالت إن عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة كانت متوقفة بين الخيم، غالبيتها باتت عبارة عن هياكل حديدية جراء القصف، بينما كانت أسلحة مثبتتة على عدد منها، وهي محترقة بالكامل جراء ضربات جوية للتحالف على الأرجح. وعلى وقع تقدمها العسكري، أحصت قوات سوريا الديموقراطية خروج أكثر من 67 ألف شخص من جيب التنظيم منذ مطلع العام، بينهم خمسة آلاف جهادي تم توقيفهم. وبين الخارجين عدد كبير من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم، ضمنهم عدد كبير من الأجانب، الذين تم نقلهم الى مخيمات لا سيما مخيم الهول (شمال شرق).
وأسفر الهجوم منذ سبتمبر عن مقتل 750 مقاتلاً من قوات سورية الديمقراطية ونحو ضعف هذا العدد من مقاتلي التنظيم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
– التهديد مستمر –
واضطرت قوات سوريا الديموقراطية مراراً إلى تعليق هجماتها خلال الأسابيع الأخيرة تمهيداً لخروج المحاصرين. واتهمت التنظيم باستخدام المدنيين كـ”دروع بشرية”.
وواصل مقاتلو التنظيم الرافضين للاستسلام القتال حتى يوم الجمعة. وتحصنوا في خنادق وأنفاق حفروها في الباغوز.
وأوضح المتحدث باسم الهجوم في دير الزور عدنان عفرين لفرانس برس الجمعة أن “مجموعات صغيرة من داعش رافضة للاستسلام تشن هجمات وقواتنا ترد عليها”. وأضاف “قواتنا تضغط عليها للاستسلام أو إنهاء الأمر بالقتال”.
وأفاد صحافي في فرانس برس الجمعة أن مقاتلين من قوات سورية الديموقراطية كانوا يتوزعون على سطوح عدد من الابنية التي لا تزال قائمة في الباغوز. ولا يعني حسم المعركة في منطقة دير الزور انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف.
وقال بالي السبت: “نجدد العهد على مواصلة الحرب وملاحقة فلولهم حتى القضاء التام عليهم”.
وشكلت جبهة الباغوز دليلاً على تعقيدات النزاع السوري الذي بدأ عامه التاسع، مخلفاً حصيلة قتلى تخطت 370 ألفاً، من دون أن تسفر كافة الجهود الدولية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع