لم ينتهِ الإرهاب في عام 2011، ذلك ما أثبتته الأيام بعد أن ظنت الولايات المتحدة الأمريكية أن اغتيال أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة أكثر الجماعات الإرهابية عنفًا، سيوقف نزيف الدماء، ورغم بقاء الأفكار الظلامية لكن ما تأثر فقط كانت «القاعدة».
أشهر قليلة كانت كافية لأن تطمئن واشنطن قبل أن يعود قلقها من جديد، ولكن تلك المرة قلق من حمزة بن لادن، نجل زعيم القاعدة الذي اغتالته الولايات المتحدة الأمريكية في 2011.
مكافأة
والأسبوع الماضي أعلنت الحكومة الأمريكية عن مكافأة قدرها مليون دولار للحصول على معلومات لتعقب حمزة بن لادن، الذي تولى زمام قيادة تنظيم القاعدة منذ وفاة والده عام 2011.
باكستان
وفي تصريحات لصحيفة «ديلي ميل»، أوضح روب أونيل، ضابط سلاح البحرية الأمريكى، الذي أطلق الرصاص على أسامة بن لادن، أنه يعتقد أن حمزة ابن زعيم الإرهاب يختبئ في باكستان محميا بعصابات تهريب المخدرات، لكنه يعيش الآن في خوف من أن يلقى مصير والده.
وأضاف «أونيل» أنه يقدر قرار وزارة الخارجية الأمريكية بوضع مكافأة قدرها مليون دولار، لكنه يعتقد أن حمزة بن لادن يستحق أكثر، ربما 5 ملايين دولار فكلما زاد العرض زادت فرص أن يقوم شخص ما بالإبلاغ عنه.
حمزة بن لادن
في نفس السياق، كشفت تقارير أمريكية عن حمزة بن لادن، لافتة إلى أن قيادة تنظيم القاعدة كانت معقودة لسعد بن لادن، نجل أسامة، وكان سعد لجأ إلى إيران مع مجموعة من أفراد العائلة بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، وكان المرشح الأبرز لقيادة التنظيم وتوحيد صفوفه، وإعادة إحيائه بقوة، خاصة أنه شارك في التخطيط للكثير من العمليات، لكن مقتله بصاروخ أمريكي في غارة جوية على باكستان عام 2001 أدى إلى تسليم المهمة إلى شقيقه حمزة.
وحمزة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الجديدة هو ابن خيرية صابر التي تم اعتقالها من قبل السلطات الباكستانية، ونقلها وأفراد الأسرة إلى مجمع سكني في مدينة جدة، غرب السعودية.
أما عن صفات حمزة بن لادن، فتوضح التقارير أنه الأكثر تشددًا بين أشقائه، ويتبنى خط والده في العمل، وكان أول عمل له تسجيلا يدعو فيه أعضاء تنظيم القاعدة إلى الانتقام من أمريكا، واختتم شريطه بالقول «كلنا أسامة».
وتزوج حمزة بن لادن من ابنة محمد عطا، قائد المجموعة التي نفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، ولكن دون تحديد تاريخ هذا الزواج، أما أهم الصفات التي توجد في قائد تنظيم القاعدة فهي قدرته على التجنيد والرغبة القوية في الثأر لمقتل والده، وكشف تقارير غربية أنه بات القائد الفعلي للتنظيم بعد تقدم أيمن الظواهري في السن، وتوارد أنباء عن مرضه، حيث لم يصدر أي بيان أو تسجيل عنه منذ ما يقارب العامين.
وبجانب احتمالية وجود حمزة بن لادن في باكستان، تكشف تقارير أنه دائم التنقل بين المدن الأفغانية، ويحظى بحماية حركة طالبان، ومجموعة حقاني المتشددة المتحالفة مع الأخيرة والموالية جدًّا لتنظيم «القاعدة»، وكان يعتبر مؤسسها جلال الدين حقاني من أقرب أصدقاء أسامة بن لادن.
اليمن قد يكون محطة لحمزة بن لادن كما توضح التقارير خاصة بعد نشاط الولايات المتحدة الأمريكية للقبض عليه.