لا نعلم حقيقة ما يدور خلف الكواليس والموضوع بحاجة إلى توضيح من أحد المسئولين فهل يُعد ما يحدث من الفساد أو هو الفساد بعينه .
عندما تعطي الدولة بلا حدود وتبذل الغالي والنفيس من أجل تقديم أفضل الخدمات ويكون الواقع مغاير تماما عن ما خصص فبماذا نصف هذا الحال ؟
صدر قبل عدة سنوات تقرير من وزارة الصحة عن إنشاء البرج الطبي بمنطقة الباحة والتابع لمستشفى الملك فهد ، ونص التقرير على مايحويه البرج الطبي التخصصي وميزانيته المهولة وفيما يلي نص التقرير من المتحدث الرسمي السابق للصحة بمنطقة الباحة :
وبين أن الدور الأرضي يتكون من مكاتب الاستقبال والتسجيل والصيدلية وصالات الانتظار ومسجد وخدمات ومكاتب وكافيتريا ، فيما يضم الدور الأول العلوي عيادات الأطفال والنساء والباطنية (رجال ونساء) ومكاتب واستراحة الأطباء وصالات الانتظار ومحطات التمريض وغرف التكييف والخدمات ، مضيفاً أن الدور الثاني يحتوي على عيادات الأسنان والأنف والأذن والحنجرة، وقسم العيون ، وعيادة جراحة عظام والجراحة العامة .
وأشار إلى أن الدور الثالث يشمل عيادات القلب والمسالك البولية والجلدية والنفسية والأشعة فوق البنفسجية ، والدور الرابع يضم عيادات الأورام ومكاتب الأطباء ومستودعات الأفلام وصالات الانتظار وغرف للعزل وأشعة الثدي والأشعة المقطعية وغرفتين للموجات فوق الصوتية وواحدة لأشعة جاما وغرف العلاج كيميائي ، مفيداً أن الدورين الخامس والسادس يضمان 32 غرفة تنويم بسعة 64 سرير وصالات انتظار وصالة الاجتماعات ، فيما يضم الدور السابع 11 غرفة للعناية المركزة وغرفة الإفاقة بسعة سريرين وقسم عمليات القلب ، والدور الثامن يشمل الجناح الملكي ، ويحتوي على تنويم للرجال وتنويم السيدات وصالة استقبال وعيادة الأسنان، و صالون مخصص لكبار الزوار .
وبين الشطي أن هذا البرج يعد ضمن أحدى المشروعات الصحية التي حظيت بها منطقة الباحة من لدن حكومتنا الرشيدة – أيدها الله – بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو نائبه – حفظهما الله – اللذان لا يألون جهداً في سبيل خدمة وراحة ورفاهية مواطني هذا الوطن . )
هذا نص التقرير ولكن للأسف ما حقيقة البرج الطبي
أوضح الرويلي مدير الشؤون الصحية بالباحة ان البرج الطبي قد تغيرت خطة عمله فهو غير صالح لتخصص القلب وسيكون مجرد نقل العيادات القديمة فقد أوضح بقوله :
( وعن برج الباحة الطبي الذي طال انتظاره وباقي المستشفيات والمراكز أوضح الرويلي أنه تم إنشاء البرج من حوالي ٦ سنوات ليكون مركزاً متخصصاً، وللأسف حصل تعديلات من زملاء في المستشفى أدت إلى عدم اكتمال البرج بالشكل المطلوب. ولضمان الاستفادة من البرج استدعينا فريقاً من الوزارة ومدينة الملك عبدالله الطبية وأكدوا عدم صلاحية البرج لتخصص القلب. وتم إقرار أن يكون توسعة للمستشفى الحالي بنقل العيادات والصيدلية واستحداث وحدة جراحات اليوم الواحد. )
فأين ذهبت الميزانية المعدة لهذا الصرح الكبير وفيما صرفت وبالدليل استطعنا الحصول على فيديو مهم يوضح التلاعب الكبير في المبالغ المصروفة للبرج بين الصحة والمقاول واختبارات كبيرة نتمنى من الصحة توضيحا لها في وقت لاحق ..
وفوق ذلك كله نجد أن المستشفى يفتقر بشكل كبير إلى عيادات مهمة وضرورية للمنطقة حيث لا يوجد قسم للأورام وجراحتها ولا يوجد قسم للأسنان ولا يوجد قسم للعظام وغيرها الكثير مما يحتاج إليه المرضى ويتكبدون مشقة السفر في سبيل العلاج الى مناطق بعيده كما كثرت المشاكل بالمستشفى من الأخطاء الطبية التي راح ضحيتها الكثير من اهل المنطقة والتي لم تكن لديهم الثقافة الصحية الكافية لكي يتقدموا لجهة الاختصاص ورفع شكاوى رسمية ضد الأطباء أو الكادر العامل بالمستشفى ولا نعمم الموضوع على الجميع فهنالك من لديهم الكفاءة والقدرة الممتازة لمعالجة المرضى على أكمل وجه ولكن الخطأ او الأخطاء المرتكبة جعلت النظرة للمستشفى تتخطى حدود الألم .
كما علق الرويلي بخصوص الأجهزة الطبية ومدى افتقاد المستشفى لها بقوله :
( وحول افتقاد مستشفى الملك فهد المركزي للكثير من الأجهزة الطبية مثل جهاز تنظيم التغذية السائلة عن طريق الأنف للحالات الحرجة أوضح الرويلي “المسألة ليست في قلة الدعم فلدينا ما يكفي من الموارد المالية. مشكلتنا تنقسم إلى قسمين: فني يتعلق بإعداد احتياجات المستشفى قبل وقت كافٍ وذلك لطرحه في منافسة. والشق الآخر يتعلق بالمنافسات وتعقيداتها حيث إن أي خطأ بسيط في إعداد المنافسة يستوجب إلغاؤها بعد أن تكون أخذت ما لا يقل عن ٦ أشهر من التجهيز والعمل. واعداً أنه ستتم إحالة موضوع عدم وجود الجهاز المذكور للإدارة المعنية لسرعة تأمينه منفرداً إذا كانت الحاجة قائمة له. )
أين الخطأ ومِن مَن ؟! هل المرضى يحتملون مناقصات لا نعلم عن مدى صحتها !
الدولة تبذل الغالي والنفيس من أجل استيفاء كل احتياجات المرضى وتدفع المبالغ الطائلة لذلك وإمارة المنطقة لم تقصر في المتابعة ولكن أين الخلل ومن المقصر .
الأهالي يعانون الأمرين ونحن نسمع عن وعود واهية أكل عليها الدهر وشرب .
هنالك تقصير في مجالات عدة ومبانٍ تتبع الصحة فمركز طب الأسنان أنهى الخمس سنوات من التعثر ولم ينته ولا نعلم هل سيرى النور .. والتساؤل هنا ! لماذا تعثر وأين المتابعة ومن المسؤول ؟ وكيف لمبنى يخصص بكافة تمديداته لتخصص معين ليكون على أكمل وجه ، و بعد سنين عجاف من التوقف قد أكلت منه الكثير وقد تهالك ولم يعد كما كان حتى لو استكمل العمل فيه!!! .
وماذا حل بمستشفى المخواة الذي عانى الأمرين من التعثر وطال به الدهر وضج الناس وضجروا؟.
وعلى كبر منطقة الباحة يقبع مستشفى الصحة النفسية على شفى حفرة .. فهل يعقل أن يكفي هذا المستشفى أو الجزء من المستشفى لمعالجة المرضى بحجم منطقة الباحة المتنامية الاطراف والمتنامية في السكان بعد الهجرة العكسية مما يؤدي لزيادة في حجم الاحتياج وبالتاكيد زيادة الحالات والمرضى ،ولماذا بدل ان يتنقل هنا وهناك لا يبنى مستشفى على مستوى عالي يتوسط المنطقة لخدمة الجميع .
إلى متى التهاون بصحة المواطنين ومتى يكون العمل بما يرضي الله .