الثقة بالنفس ليست ترفًا يُزيّن المظهر ولا كلماتٍ تُقال في لحظة حماس بل هي جذور ضاربة في أعماق الوعي تمنحك اتزانًا حين تضطرب الأصوات من حولك وتُبقيك واقفًا حين تميل الموازين إنها شعورك بأن ما أودعه الله فيك كافٍ لتصنع طريقك دون أن تستعير ظل أحد
الثقة ليست غياب الخوف بل القدرة على السير برغم الخوف ولا تعني الكمال بل الإيمان بأن النقص جزء من جمال التجربة وأن السقوط لا ينقص من قيمتك بل يعلّمك كيف تنهض بقوةٍ أشد من قبل فالواثق لا يحتاج أن يُثبت حضوره بالصوت ولا أن يبرر صمته فهو يعرف نفسه ويعرف قيمته ويكتفي بذلك
في زمنٍ تتكاثر فيه المقارنات وتُقاس القلوب بعدد الإعجابات تظل الثقة بالنفس أن تمشي ثابت الخطى وأن تصغي لصوتك الداخلي لا لصدى الآخرين أن تؤمن أن مكانك لا ينتزعه أحد لأن الله هو من اختاره لك
وإياك أن تنشغل بمن يحاول إسقاطك بكلمة أو لمزٍ خفي فبعض من فقد ثقته بنفسه يحاول أن يستعير قوتك ليستفزك أوتوجعه حروفك مع أنك أوسع فكرًا وأطهر نية من أن تضعه في مساحة تفكيرك هنا ابتسم وامضِ في طريقك وادعُ له بالشفاء العاجل فإن من فقد ثقته بنفسه يعيش صراعًا مع ذاته قبل أن يدخل في حربٍ مع غيره
فآمن بذاتك وكن أنت كما أنت لا كما يريدك الناس فالحياة لا تضيء إلا لمن يعرف من هو ولا تهب رضاها إلا لمن رضي عن نفسه أولًا