قد يكون الصمت في بعض المواقف هو الرد الوحيد المناسب الذي يحفظ الكرامة، وأيضاً نلجأ إلى الصمت، عندما يكون الألم بداخلنا أكبر من القدرة على التعبير عنه.
فأقول أحسنت لمن اختار الصمت ، حيث أنه قادراً على الرد باسوأ الكلمات، ولكنه يعرف الحكمة في عدم الرد وأنه يعلم جيداً ما من كلمة سيئة تمر بسلام.
المراد من مقالي: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
فهنا علينا اختيار الأوقات المناسبة للصمت التي لا يجب علينا الكلام فيها، في أوقات لا يزيد الكلام الموقف إلا سوء وتعقيد، في أوقات يكون الصمت فيها أجدر ومناسب.
نعم والله أن الصمت ضرورة أخلاقية وصفه إجتماعية حسنة، فالكلام مثل الحركة، والصمت مثل السكون، والبشر يحتاجون أحياناً إلى لحظات توقف وسكون لترتيب الأفكار، وتنظيم الخطوات، ومحاسبة النفس وبان لاتجرح أحداً بقدر الإمكان.
ففي مجتمعنا اليوم بحاجة أن نتعلم كيف ومتى نصمت؟ فالكثير من مشكلاتنا اليومية البسيطة تنتج وتتفاقم بسبب عدم قدرتنا على الصمت في الوقت المناسب، وعندما تتفاقم الجراح وتبلغ مراحل لا يمكن علاجهت ويحصل معها الندم والحسرة.
بصراحة أتساءل أحياناً لماذا لا نجيد فن الصمت، أو لغة الصمت؟
ولماذا نعتبر كثرة الكلام تقدم ورقي في الحياة، ونعتبر بعض الصمت مزلة؟
وأخيراً : وملخص القول هو "السكوت من ذهب"، وهذا القول ليس على إطلاقه فقد يكون الكلام في بعض الأحيان ضروريا ويكون من ذهب عندما يكون ذكرا وخيرا ودفاعا عن الحق وحماية الفضيلة، بينما السكوت في بعض المواقف ضرره كبير عندما لا ينصر المظلوم ولا يدافع عنه.
*همسة*
أيهــــا المــــرء لا تقـــولنّ قــــولا
لست تـدري مـــــاذا يجيئك منــــه
واخزن القول إنّ في الصمت حُكما
وإذا أنــــت قلـــــت قـولا فــــزنـه
وإذا النـــاس أكثـــروا في حــديث
ليس ممــــا يــــزينهم فــالـْهُ عنـــه