وانا بالمستشفى وعلى السرير الابيض زارني الكثير من الأهل والأصدقاء والجيران فلهم مني كل الشكر والتقدير ومن ضمنهم الشيخ سالم بن سليم الغانمي، وأهداني كتابه الجديد بعنوان : أحاديث ركب الحجيج والقوافل عن رابغ وميقات الجحفة، وبينما اتصفح صفحاته أنتابني شعور وعواطف جياشه فلم أتمالك نفسي، فأبى قلمي إلا أن يكتب ومهما كتبت فلم اصل لمن كتب وألف عن رابغ ولكن بالنسبة لي مقتطفات وهمسات أدلو بها.

يقال إن معنى كلمة رابغ: هي الريش الناعم. وورد في سيرة ابن هشام أن رابغ واحة خضراء، تصب فيها سيول الوديان المجاورة، ومن الأحداث التاريخية التي شهدتها رابغ مرور الرسول صلى الله عليه وسلم في طريق هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة، كما وقعت برابغ وبالقرب منها بعض الغزوات لمواجهة المشركين منها: غزوة ودان، وغزوة بني المصطلق التي خرج فيها الرسول صلى الله عليه وسلم للقاء بني المصطلق وسرية عبيدالله بن الحارث، وكانت بعد مرور ثمانية أشهر من الهجرة أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث فمن أهل رابغ، كما عرف من أبناء رابغ عدد كبير من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منهم خباب بن الأرت، ومعبد بن أبي معبد الخزاعي.

فلستُ أدري من أين أبدأ حينما يكون الموضوع مهماً كمثل رابغ التي سكنتها والتي سكنت اكثر من سبعة وثلاثون سنة فهي فؤادي ورئتي التي اتنفس بها، هذه المدينة التي تمتد جذورها عبر التاريخ أمدا بعيدا ولكي أقرب إلى الأذهان ما أعني أكتفي بالإشارة الهامة التي ربطت بين الملك عبدالعزيز المؤسس وإسماعيل بن مبيريك كان هذا التلاحم قد أفضى إلى علاقات كبيرة ومتميزة، ولن تنسى رابغ وأهلها الزيارات التاريخية للملك الموحد عبدالعزيز وللملك سعود عندما كان وليا للعهد وللملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله وكثير هم الأمراء الذين تشرفت رابغ باستقبالهم، وبعد هذا كله ألا أفتخر برابغ.

اليوم رابغ أصبحت ولله الحمد مدينة عصرية تكتنز مقومات الاستدامة الحياتيه في أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، فيما تلوح في الأفق قيادتها للمدن الصناعية على الساحل الغربي، حيث تحتضن مصفاة بترو رابغ ، ومحطة تحلية المياه، والمحطة البخارية لتحلية المياه، إضافة إلى مصانع الأسمنت وغيرها وقربها بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

وتفخر هذه المحافظة بوجود آل مبيريك على رأس قيادتها وهم أسرة لها في المجد والتاريخ نصيب كبير، ويكفي أنها ارتبطت بالمؤسس الملك/ الإمام/ عبدالعزيز آل سعود وجهوده في توحيد هذه البلاد وضم أقطارها ومدنها لهذا الكيان الممتد من الماء إلى الماء ومن الصحراء إلى السهول والجبال.

وأخيراً: فإن رابغ وأهلها وشيوخها في كياني ونفسي كل تقدير واحترام، لروحهم الإنسانية، وقلوبهم المحبة، وضيافاتهم الكريمة وما تلك الفترة التي قضيتها في مجلس الشيخ والرجل الحكيم ذو الخلق الرفيع وهو الشيخ والوالد محمد بركة بن مبيريك حفظه الله لقد تعلمت منه الكثير والكثير وخاصة على الجوانب الإنسانية والحكمة في حل المشاكل، فأقول ياآل بن مبيريك

فلكم كل التحايا القلبية والدعوات الصادقات أن نرى التقدم والتمدن والتحضر في هذه المحافظة على يد أبنائها ورجالها وسيداتها وتحت الإدارة الشابَّة بقيادة المحافظ خالد بن محمد بركة بن مبيريك، وللحكومة السعودية والقيادة الرشيدة ممثلة في أمارة منطقة مكة المكرمة وأميرها المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل شافاه الله وعافاه – ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز حفظه الله.

*همسة*

الطيب ورثك ما شريته بالأثمان

متسلسل من نبع ناس عربيين

الطيب ساسك وانت للطيب ديوان

قول صحيح ولا يبي له براهين

لبست من طيبك على الراس تيجان