----------------
في ليلة العيد ويومه، وفي أيام المعايدة، تتزيّن الدنيا بثوب البهجة، وتعلو التكبيرات، وتتناثر الأمنيات... لكن ثمّة قلوب قد تُنسى في زحمة التهاني، وتُكسر بصمت وسط ضجيج الفرح!
أحبتي...
العيد ليس لباسًا جديدًا فحسب، ولا ضيافة فاخرة تُنشر صورها، بل هو فرصة تُمنح لنا لنمسح دمعًا، ونرأب صدعًا، ونُعيد من تهشّم من الداخل إلى بهجة الحياة.
ابدأ بوالديك، فقبلة على رأس الأب، ونظرة حنان للأم، تفتح لك أبواب الرضا من السماء.
ثم أدر ظهرك للكبرياء، ووجّه قلبك لإخوتك وأخواتك، فالعيد ليس عيدًا وفي البيت قطيعة أو وجوه متجهمة.
وامدد يدك لزوجتك وأولادك بكلمة طيبة ولمسة حنان، فهم أحق الناس بحسن خلقك.
ثم لا تنسَ الخادمة التي تركت أهلها لتخدم بيتك، ولا العامل الذي يقضي عيده في الغربة بعيدًا عن أهله، ولا الجار الذي لا يملك من الفرح شيئًا إلا ابتسامتك!
أرجوك... لا تكسر قلبًا في العيد، لا تُقصِ أحدًا من التهنئة، لا تهمل رسالة، ولا تؤخر زيارة... فإن القلوب تُثمّن الكلمة كما تُثمّن الهدايا، بل الكلمة أحيانًا تترك أكثر أثراً.
تذكّر:
ما أجمل أن تدخل العيد وأنت قد صفّيت نيتك، وغسلت قلبك من الحقد، وتطهرت من الكبر، ومددت يدك لمن خاصمك، وقدّمت عذرك لمن آذاك!
العيد ليس لمن لبس الجديد، بل لمن جبر القلوب، وكفّ الشرور، ومدّ جسور الودّ.
فلتكن ممن يُقال عنهم:
"فرّح الله به قلوبًا، وشرح بوجهه صدورًا، وأحيا بسؤاله ودًا قد مات."
جعلني الله وإياكم ممن يُدخلون السرور على قلوب المؤمنين، ويُحسنون إذا فرِح الناس، فلا يكون فرحهم سببًا في حزن غيرهم.