سبحان من وصفك بأياماً معدودات،مهلاً رمضان، ما اسرع خطاك فقد بكت العيون على الفراق، لقد كنت ضيفاً حل بعد اشتياق،ضيفاً كريماً، مليئاً بفضائل الأخلاق، نستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه فرِحنا بقدومك وبكينا شوقاً للقائك وبينما نحن في لذة العيش بك وفيك وقد أطمئنت بك النفوس وارتاحت لك القلوب وانشرحت فيك الصدور وبعد هذه كله إذ بنا نفجأ بوداعك ورحيلك مااسرعك يارمضان شهر الخيرات،وفيه تشحن الطاقات وتبلغ النفوس أرقى الدرجات فالعاقل من اغتنمه وحرص فيه على الطاعات فما أعجل رحيله.
نعم نشكر الله على كرمه وفضله أن بلغنا رمضان فكيف تطيق الأنفس رحيله ومفارقة هذا الضيف الكريم أما هو فمن المؤكد أن له عودة لاشك في ذلك ولكن نحن هل نكون في الوجود فهذا في علم المعبود، نتمنى أن نلقاه كل عام لنسعد باستقباله ونرجو من الله أن يبلغنا إياه من جديد ستنتظر كل سنة بحول الله وقوته إن كان في العمر بقيه حتى تحتفل بقدومه ونستقبله ببالغ الفرح والسرور.
فأقول: شهر رمضان سريع الارتحال ولكن تزداد الخسارة أكثر لمن فرط في طاعة الرحمن وترك لنفسه العنان وخاض في بحار الشيطان وعصيان الواحد الديان“ألا ذلك هو الخسران المبين”
فأعزي نفسي وإياكم لفراق هذا الشهر الكريم ونصيحتي لنفسي أولاً ثم لغيري بالاستمرار بعمل الصالحات والمداومة على الطاعات وتذكر يا من كنت تعبده في رمضان هو رب بقية الأيام فلا تتعد حدوده ولا تنتهك حرماته فربك يغار وغيرته أن يأتي المرء ماحرم الله هذا تذكير لعله يصادف نفوساً صافية وقلوباً خالية فتتوب إلى علام الغيوب والله يتولانا في الدنيا والآخرة وتقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال والأقوال والأحوال وأعاد علينا ضيفنا ونحن في طاعة وصحة واطمئنان
يارب تقبل منا ما مضى ووفقنا للحسن فيما بقى واعتق اللهم رقابنا من النار اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا، ومهنئاً كل عام و أنتم بخير وعيد سعيد.
*همسة*
يا أكرمَ الأضيافِ طبتَ صنيعاً
فلِمَ ارتحلتَ عنِ الديارِ سَريعا؟
فَلَكَم رجونا أن تُقيمَ على المدى
فإذا بشهركَ يسبقُ الأُسبوعا
رمضانُ، حين قَدِمتَ زيَّنتَ الدُّنى
فجَّرتَ فِيْها للتُّقى يَنبوعا