إن الأربع سنوات الدراسية التي قضيتها في كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عشتها مع رمضان ،وكانت هناك إجازة رسمية للعشر الأواخر من شهر رمضان في كل عام ، وفي تلك الفترة كنت أفضّل الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة والصلاة في المسجد الحرام،فكانت هناك صلاة التراويح مع أئمة منحهم أصواتا جميلة جدا، وقراءاتهم تقشعر لها الأبدان، وتهتز النفوس طربا واستبشاراً لحسن التلاوات .
وعلى رأسهم الإمام الشيخ عبدالله الخليفي رحمه الله ، والشيخ محمد بن عبدالله السبيل رحمه الله ، والشيخ علي جابر رحمه الله إضافة إلى صاحب الصوت الشجي الدكتور الشيخ عبدالرحمن السديس حفظه الله والشيخ علي جابر رحمه الله ، ومما كان يجعلني دائما أحرص على البقاء في مكة في فترة الإجازة الحضور. في الحرم ولاسيما ليلة ختم القرآن مع الشيخ عبدالرحمن الخليفي رحمه الله والذي كان يختم بدعاء خاشع يغلب على الناس بسببه البكاء أمام الملايين من المسلمين الذين جاؤوا من كل فج عميق ليشهدوا ليلة ختم القرآن .
وفي نظري أرى أنه فضل عظيم علي أن أبدأ صلاة التراويح في المدينة المنورة مع الإمام الشيخ عبدالعزيز بن صالح رحمه الله والإمام الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي حفظه الله والشيخ محمد أيوب رحمه الله وغيرهما ثم أختم في مكة المكرمة مع الأئمة الآخرين .
وفي ذلك الوقت كان المسجد الحرام يتزاحم فيه المحسنون لتقديم وجبة الإفطار للصائمين من التمر والحليب وماء زمزم .
وفي ذلك الوقت كنت أحمل عددا كبيرا من الكتب سواء المقررة لدينا في الكلية للمذاكرة فيها من صلاة العصر إلى صلاة المغرب.
وعند ثبوت رؤية هلال شهر شوال كلنا نستعد لشراء الملابس الجديدة من أسواق مكة وعلى رأسها سوق الليل .
وبعد صلاة العيد العودة إلى المدينة المنورة استعداد أ لاختبارات نهاية العام الدراسي.
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا.