لقد ذكرت سابقاً أن رمضان دخل في فصل الصيف في أواخر القرن الماضي وأنا في نهاية المرحلة الثانوية للإلتحاق بالكلية.
والتحقت بكلية اللغة العربية في عام 1988م مع عدد كبير من الطلاب الذين درسنا معا في المرحلة الثانوية، وكان منهم سعوديون وغيرهم من جنسيات مختلفة ، كلنا نعيش مع رمضان وقلوبنا تشتاق إلى صلاة التراويح في المسجد النبوي الشريف .
ومما يلفت الانتباه أن المحاضرة في الكلية قبل رمضان كانت مدتها ساعة واحدة فقط، وبمجيء رمضان تحولت إلى خمس وأربعين دقيقة مع تقليل المحاضرات .
وقد كان الأساتذة حريصين كل الحرص على أن يبدأوا محاضراتهم في الوقت المحدد مع مراعاة عدم الإسهاب في الشرح والتفصيل نظراً لضيق الوقت ، فكان الطالب يشعر بأن هناك ارتياحا كبيرا في النفس بسبب نقص ساعات النوم في الليل لقصر الليل والإستعداد للسحور .
ومع أن الجامعة كانت لها مطعم يفتح أبوابه بعد المغرب إلى ماقبل الترويح ، ثم يفتح بعد التراويح بساعتين إلى طلوع الفجر كان هناك بعض من الطلبة يقومون بتجهيز وجبة الإفطار من أنفسهم في الغرف بدلاً من المطعم نظراً لأن المأكولات الشعبية لكل بلد لم تكن متوفرة لدى المطعم فأدى الأمر إلى أن المطعم عادة لتناول المشروبات فيه من الشاي والمرطبات والحلويات وغيرها.
وفي حدائق الجامعة كانت تشهد مجالس المذاكرة وتبادل الأحاديث بين الطلبة بعد وصولهم من المسجد النبوي الشريف ، وكان هناك أيضا من يفضل البقاء في الغرفة للمذاكرة والنوم قليلاً استعدادا لتناول وجبة السحور.
ومما أتذكر ان المدفعية في المدينة إيذاناً للفطور وأيضاً أثناء السحور كانت صوتها تصل إلى الجامعة ، وكل ذلك مما يدل على أن المملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على تطبيق السنة النبوية الشريفة حيث النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتناول السحور عند سماع أذان بلال بن أبي رباح رضي الله عنه والإمساك عن المفطرات عند أذان عبدالله بن أم مكتوم .
للحديث بقية بإذن الله .
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا