كل إنسان في هذا العالم له أمنياته ، فيبذل مالديه من قوة وحكمة لتحقيقها ، وهذا دليل على وعي الإنسان وعمق تفكيره .
فإذاكان هذا هو حال الإنسان الواعي لواجبه نحو وجوده في الحياة ، كان سعىيه لخدمة الإنسانية طريقه ،والمضي قدما للعمل نحو وطنه الذي هو جزء منه هو هدفه.
إن من الذين سجلوا على صفحاتهم التاريخية بطولة رائعة ، في معركة الدفاع عن الوطن والعمل لنهضته الملك الصالح المصلح عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه- مؤمنا بأن النصر من عندالله ، فوحد الجزيرة بعد الفرقة والنزاع ، وصارت تحمل اسم ( المملكة العربية السعودية ).
فأعطى للمملكة مكانتها في العالم ، وحظيت المملكة بكل تقدير واحترام .
فلما كان العالم يعيش عصر العولمة، فتقاربت المسافات ، وصار الناس في تواصل مستمر فيما بينهم بما يُعْرَفُ بالتواصل الإحتماعي ، فإذا بكل دولة تفتح أبوابها لتواكب العالم الجديد بمشاريع تنموية توصلها إلى بر الأمان.
ومن الدول التي - منذ تأسيسها - تشهد تطورا ملحوظا وملموسا في جميع المجالات المملكة العربية السعودية ، فهي قوية بإيمانها بالله أولا ، ثم بجهود قادتها ثانيا والذين يسعون ليلا ونهارا لخدمتها ، فصارت من أعظم الدول التي لها تأثير كبير أمام المجتمع الدولي .
فمن هنا جاء دور المشاريع المتنوعة لعمارتها ، وتجديد بنيتها التحتية ، فحرصت قيادتها العمل بعزم وحزم ووعي لأجل راحة المواطن والمقيم والزائر .
والسعودية ليست كغيرها من الدول ، لانها مأوى أفئدة المسلمين ، مكانتها عظيمة ، قبلتهم في صلواتهم، تملك ثروة عظيمة ، وهي ثروة النفط ، ومن الدول التي تنتج النفط بكثرة ، فمن حق العالم أن يكن لها تقديرا واحتراما.
ففي هذا العهد الميمون الذي يقود الممملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الامين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله صارت المملكة بيد قائد عظيم في دنيا العمل والجد والإخلاص ، فهو من ظل اميرا لمنطقة الرياض فترة زمنية طويلة ، فبلغت الرياض إلى ذروة المجد والكمال توسعة وعمرانا ، وتُعَدُّ من العواصم العالمية جمالا ورونقا في عصرنا ، كل ذلك بجهود سلمان الخير .
وها هو اليوم بقيادة المملكة يكمل مسيرته التاريخية بصدق ووفاء ، فيفسح المجال للجيل المتصاعد ليكون في بناء الوطن وتثبيت دعائم الأمن والإستقرار ومحاربة التطرف والإرهاب .
من هنا كان الدور لصاحب العزم والهمة، وعمق التفكير لخدمةالأمة ، وهو صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان .
جاء في وقت المملكة بحاجة إلى مثله ، ليحرك عجلة النمو والإزدهار إلى الامام ، وليقضي على بؤر الفساد ، ومعاقبة الظالمين ، فأخذ الأمور بالجدية لايراعي في الله لومة لائم،
تثبيت أمن همه، حبه لوطنه شيمته، فهو بحق يريد للمملكة العيش مع العالم بين الأخذ والعطاء بمواقف ثابتة ، تنبثق من ديننا الحنيف الذي يدعو إلى احترام الإنسانية جمعاء بغض النظر عن اللون والانتماء .
فقام الشاب الطموح فنادى أمام العالم برؤية ٢٠٣٠م للمملكة العربية السعودية ، فاتخذ السبل الكفيلة بذلك ، متحديا أعداء المملكة بإنجاز وعده.
فكتب الله له ذلك اليوم ، ونحن نرى شجرة الرؤية ٢٠٣٠م التي غرسها سمو ولي العهد الأمين بدت تؤتي أكلها بتأشيرة الزيارة المفتوحة على عين المكان في مطارات المملكة للوافد إليها بكل يسر وسهولة .
استطاعت السعودية أن توجه رسالة قوية إلى العالم على أنهامملكة تعيش مع العالم بأسره ، وهي ليست بعيدة عنه ، فتحت أبوابها لاستقبال ٥٢ دولة من مواطنيها للدخول في أراضيها دون تأشيرة مسبقة للمملكة من دولهم، إنما ينالونها مباشرة من المطارات السعودية.
السعودية لها معالمها الدينية كالحرمين الشريفين ، ومعالمها الأثرية كمدائن صالح قرب تبوك، وغيرها من المعالم التي يجعل الزائر يرى عظمة المملكة الدينية والأثرية كلها تجذب السائح.
فشجرة الرؤية ستؤتي أكلها كل حين باءذن ربها لتكون المملكة في دائرة الدول المتقدمة ثقافيا واقتصاديا واجتماعياً ،
جاءت التأشيرة على عين المكان ليقضي على الفساد الذي كان سائدا عند أصحاب الوكالات التي كانت تستقدم الحجاج أو المعتمرين أو الزائرين من العالم بمبالغ مالية ليست من الحد المعقول ظلما وبغيا .
وكما أننا نأمل من المملكة المزيد من عدد الدول نظرا لرغبتها في زيارة الحرمين .
هاهي السعودبة اليوم تقطع مسافة طويلة في دنيا الإنفتاح وعدم الإنغلاق ، مع المحافظة على الثوابت .
حفظ الله المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان .
بقلم الشيخ :نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا