أو تعلم حجم الألم الذي تشكوه أصابعي الآن وهي تخطّ حُروفًا غاب ومِيضها منذ أن هُدِمت أحلامي، أحلامي التي حققتها وباتت واقعًا لا أعلم أين أنا منه، هُدِم حبٌ أقيم مقامه آخر أكثر واقعية.
هُدِم منزلٌ تحولت أنقاضه إلى قصر يحفّه الهدوء أعمدته راحة بال ورضا عنوانه أمان.
سُنّة الحياة ألقت تعويذتها وانتشر الأحباب في الأرض ماحسِبت أني سعيدةٌ بالفقد، حِكْمةٌ مُنِحْتها تقتاتُ على ألوان الوجود، صارت الحياةُ كشهرِ ديسمبر بيضاء بلا روح باردة تكسر العظام، الوعي لعنةٌ جميلة تؤلم فيها الحقيقة بمقدار عمقها.
أ تعلم أني أُحْصِي السنون التي مضت.. متى.. وكيف.. وفجأة لماذا؟
لماذا التي لا تهدأ تطرح بعدها الأسئلة لا إجابات لها، يراودني طيف الكتابة كل حينٍ يُلاعِب شغفي برسم الشعور في لحظات تزورها إلهام ولا تلبث أن ترحل.. لا أملك قلمًا لا يؤلم إصبعيّ أو ورقة يمتد فيها حرفي الذي يتدلى منه الاستفهام تنهيه نقطة.
العالم من حولي يثور يطالب بالعدل والمساواة!!
المساواة ليست من العدل في شيء فأنّى له يطالب بها، يخشى هذا العلم أن يخسر أمامي.. سيخسر حتمًا؛ ولكن بعد حرب ضرُوس اشتعلت بسبب امرأة ومات فيها كُثُر.. لكني ربحت جسدي وماتت الأنثى فيها شهيدةَ نقائها وبرائتها.
أنا مازلت في الانتظار..
لربما في حياة أخرى يتوقف الألم وتحتفي الورقة بامتداد حرفي فيها.
سيدة الميزان
شذى عزوز