أسأل نفسك، هل أحد يعرف ما أصابك من مشاكل وهموم الحياة وكيف وضعك الآن، كم دافعت عن الغير وكم خُذِلت وكم من المرارة تذوقت و حرمت نفسك من السعادة
ففعلاً، لا أحد يعلم حقاً من أنت فخفّفْ عن نفسك ولا تحمّلها فوق طاقتها وحاول أن تسعدها فأنت أولى بها
قال تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} أي: لا يكلف أحدًا فوق طاقته، فالله لم يكلف عباده إلا ما يستطيعون،
وقال أيضاً : {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}
فواجب المسلم أن يوازن بين الحقوق المترتبة عليه،فيعطي لكل ذي حق حقه دون إفراط ولا تفريط، وأن النفس لها حق على صاحبها لايختلف إثنان في ذلك... وبإختصار ياعزيزي قبل الدخول في صلب الموضوع، لنفسك طاقة محدودة فلا تكلفها فوق طاقتها، وارحم نفسك وممن حولك.
فأقول: اذا كنت تقدم شئ من أجل الأخرين ليس على حساب سعادتك وطاقتك، ولذلك أقول لمن اعتاد أن يحمل جسده وعقله ونفسه فوق طاقته، إن لكل إنسان طاقة تجعله يعيش يومه بكل طمئنينة ، لكن حينما تحمل جسدك فوق ذلك فتاكد بأنك ستتوتر ولاتطيق أحداً لأن ضعف طاقتك هي التي جعلتك لاتطيق شيئا، وسببها هو انك تتحمل مالاتستطيع من تعب ذهني أو جسدي أو عصبي، لذا يجب عليك ان تبدأ بالامور الأهم التي لاتتحمل التأجيل ومن ثم الأمور المهمة التي تتحمل التأجيل بكل هدوء.
وضع دائماً في بالك أنه لا يمكننا تحقيق كل شيء، وأننا لا نملك قوة خارقة لنحقق لأولادنا ومن يعز علينا كل ما يريدون، ولكننا نستعين بالله أولاً ثم نسدد ونقارب.
اتسأل.. فلما هذا كله التنافس والصراعات وتحميل النفس ما لا تطيق من العمل أحيانًا ومن المجاملة أحيانًا ومن محاولة الوصول إلى الكمال والتمام في شتى جوانب حياتنا الأسرية والاجتماعية؟
الآ نستفيد من خبراتنا الإجتماعية والكل يرى الآلام التي نشاهدها في البشرية فنستنتج، بأن تحميل النفس فوق طاقتها البشرية فيه هلاك وتدمير للصحة والتفكير ولن تقدر على العطاء أو التحمل لأن كل شيء تُحمِّله فوق طاقته فإنك تكاد تخسره أو تصل إلى خسارته.
ياغالي ترى النفس تحت الضغط تنفجر في بعض الأحيان إذا حمَّلناها فوق طاقتها وهذا شيء مغروغ منه،إذاً هوّن على نفسك، فليهوِّن كل شخص في موضع المسؤولية، سواء في مجتمعه أو في بيته، على نفسه، ولا يتحامل على نفسه ويزيد الضغوط عليها،فالنفوس خُلقت رقيقة يسهل كسرها، شأنها شأن كل شيء في الوجود له طاقة تحمُّل محدودة، فالنفس زجاج رقيق إذا بالغت في الضغط عليه أكثر من طاقته على الاحتمال ينكسر ولا يرجع كما كان.
*همسة*
ما كَلَّفَ اللهُ نَفسًا فَوقَ طَاقَتِهَا
ولا تَجُودُ يَدٌ إلاّ بِما تَجِدُ
1 comment
1 ping
ابو احمد
12/11/2024 at 12:51 م[3] Link to this comment
ماشاء الله تبارك الله عليك ياابو ياسر والله مقالاتك على الجرح،، ودليل لخبراتك الاجتماعية،، ومشاعر تنقلها بصدق تصل للقلب.