وهل يهنأ عيش المرء دون أرض ينتمي إليها ويتوسد ترابها آمنا مطمئنا، دون وطن يعتز بماضيه وحاضره ويفخر به، دون شعب يلتحم وقت الشدائد، وتتوحد بهجته عند الفرح، ودون قيادة حكيمة تحكم بالعدل وتطبق شرع الله!
اسألوا أهل الشتات كيف تكون الحياة بلا وطن يوحد أرضهم ويلم شملهم، واقرؤوا عن القابضين على جمر الفراق وأُجبروا على ترك بيوتهم وأوطانهم وعاشوا في ذل المهجر، ومزق بلدانهم الاحتراب وتراكمت فوقهم سنوات الاغتراب؛ حتى ذابت أصولهم وأُصيبوا بانفصام الهوية.
وشاهدوا كيف يعيش الناس في تلك البلدان التي لايكون المواطن فيها ضمن الأولويات، ولايوجد في دستورها رفاهية الشعب وجودة حياته.
إنها نماذج مختلفة نعتبر منها، وتزيد إيماننا بالله الذي وهبنا هذه الأرض الآمنة، وسخر لخدمتها حكاما يراعون رعيتهم.
هذه ليست مجرد مقالة إنشائية، بل هي حقائق لواقع تعكسه الأحداث المتواصلة، ففي كل حدث نرى المواطن هو محور اهتمام قيادته وشريك نجاحها، وفي كل مناسبة نشاهد كيف يتصدر وطننا طلائع الدول الأكثر قوة، وفي كل نجاح تتجه أنظار العالم نحونا، وتكون إنجازاتنا محاور عميقة لأحاديثه.
لذلك؛ نحن في احتفاء دائم بوطننا، وفي اليوم الوطني السعودي يكون العرس الذي يتوج تلك النجاحات، ويعزز مشاعر الولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة وهذا الوطن العظيم.
إنَّ هذه الحال من الاستقرار والقوة والتماسك التي نفخر بها في وطننا السعودية، ليس لأحد فضل فيها إلا الله سبحانه وتعالى، الذي قيض "آل سعود" لحكم البلاد، وفجَّر الأرض برزقها، ودحر أعداءها، ورَدَّ كيد كل من أراد بها سوءًا إلى نحره.
نحمد الله ونزيده حمدًا وتعظيمًا، ونسأله أنْ يحفظ قادتنا وأنْ يديم على بلادنا الغالية السعودية أمنها وأمانها ورخاءها.