الصغار أحلام الكبار، بهجة الدنيا وزينتها، جيل اليوم، شباب المستقبل، صغار اليوم، كبار الغد، نكحل أعيننا برؤيتهم فتقر عيوننا، ندعو لهم، ونتمنى أن يكونوا خير خلف لنا بإذن الله تعالى.
أقول َماذا اصاب شباب مجتمعنا الآن إلا من رحم ربي ففي السنوات الأخيرة، قد نرى وجود الإهمال الأسري والاجتماعي والتربوي، في توجيه وتثقيف الصغار منهم لإحترام الكبار في مكان ما مثل مناسبات الأفراح أو الإجتماع العائلي، وللأسف يلاحظ الشباب الصغار لايبادرون الكبار بالسلام عليهم بالرغم الكبير في يوم من الأيام كان يربيه ويهتم به، فالغريب نجد الكبير يقوم ويذهب للسلام عليهم وهذا مؤسف،بالرغم أن اثر تربية جيل الطيبين وأضحة، ولكن الصغار والشباب منهَ قد لايهتمون بذلك، فيا تري اين الخلل لعدم إحترام كبيرهم او كبير العائلة، ممكن نقول تربية البيت لها دور فعّال ولكن الأقرب هي عملية فطرية أدبية لإحترام الكبير.
هنا اتسأل هل عزوف الشباب والفتيات في الآونة الأخيرة عن عدم إحترام أقربائهم الكبار والسلام عليهم في المناسبات الاجتماعية يعود للتعلق المفرط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الذي يؤدي إلى الكسل أم سوء تربية؟
فأقول مذكراً لشبابنا اليوم إن كثيرا من المناسبات تكون فرصة لتلاقي الناس واجتماع بعضهم مع بعض؛ كالأعياد، والأعراس، والعقائق، والعزاء،..وغيرها، وهنا ينبغي أن يحرص كلٌّ منا بالمبادرة بالسلام على كبيرهم وعلى من له الفضل عليه بعد الله وإحذر بأن تاخذك العزة في النفس انا أعلى منه تعليماً ومنصب لا والف لا هذا ليس من الدين ولا التربية قال النبي صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يُجِلَّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرِف لعالمنا حقَّه)
نعم فإن إجلال الكبير، توقيره، واحترامه، وتقديره، في المجالس ، وأن يكون له مكانة في النفوس، ومنزلة في القلوب، فإن تعظيمه من تعظيم الله، وإجلاله من إجلال الله؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله إكرامَ ذي الشيبة المسلم)
، متمنياً من الله ثم من شباب الغد لاتنتظر بأن يقوم الكبير أن يسلم عليك فلتكن أنت المبادر أولاً ودع عنك الكبرياء والمحسوبيات، بل أثبت تربيتك على إظهاِر الصورة الصحيحةِ والمشرقةِ للسلوك الإسلاميِّ في كل تصرفاتك، وخاصة إذا كان أحدُنا محلَّ تقدير، وموضع اقتداءٍ وتأسٍّ أمام الآخرين فوجب إحترامه وتقديره فأنتم قدوة وأمل المستقبل بإذن الله تعالى، اللهم أهدي شباب وفتيات المسلمين إلى طريق النور والهدى وزينهم بإحترام كبارهم.. أمين يارب العالمين.
*همسة*
*تقدير كبار السن في العائلة وغيرهم واحترامهم أمرٌ لا بدّ منه، فهم جزءٌ مهمّ من المجتمع، إذ يملكون مهارات، وخبرات، ومعلومات لا يمتلكها غيرهم، ويمكنك الاستفادة منهم ومشاورتك لهم من خلال سؤالهم عمّا يُحيّرك لأن اكبر منك بيوم أعرف منك بسنة كما يقال، كما أنّهم يحبّون من حولهم، وقد قدّموا الكثير من التضحيات لأفراد عائلتهم، ولذلك فالعناية وإحترامهم وتوقيرهم في المجالس ضرورية ومهمّة، وتمثل هنا ثقافتك الحقيقية وشهادتك العليا*