كما نسمع ونلامس هذا في حياتنا الصداقة لا تقاس بالسنوات بل تقاس بالتعامل الطيب والنيّات الصادقة والوقوف مع بعضنا بصدق، هنا سيلمع الأصدقاء كالجواهر لنكتشف أننا لسنا وحدنا، بل هناك خير كثير..فمن أهم الأشياء التي توضح نعمة الصداقة والأصدقاء أن الصداقة قد تغير الإنسان للأحسن أو لنقل لأحسن صورة من الممكن أن يكون عليها وذلك لأن الصديق مرآة صديقه، ومن الممكن أن يحدث العكس أيضًا ولكن يجب على الإنسان أن يحرص على تكوين صداقات مع أشخاص يشبهونه في أخلاقه حتى لا يفسدونه، وحتى تكون الصداقة نعمة وليست نقمة.
والحمد لله ما زالت الدنيا بخير، وما زال هناك قلوب محبة تتبادل المحبة بالحب والود دون مقابل، دون مصلحة غير تبادل الشعور الطيب، وهذه من سنن الله عز وجل، بأن جعل فينا الفطرة الطيبة الخيرة مهما اشتدت الظروف فالأصل هو الخير والحب، إذاً فهي نعمة ورزق من الله عندما تصدق النيّات ويكون الهدف الأسمى أن نكون عونا وسندا لبعضنا وندل بعضنا للخير، نشارك أفراح وأحزان بعضنا، ما يسعد صديقنا يسعدنا وما يسعدنا أيضا يسعده والذي يحزنه يحزنا، وكلٌ واحد منّا يخالط المرء العديد من الناس، يكتشف معادنهم أثناء سيره في طريق الحياة، هناك من يتفق معه وهناك من يختلف معه، ومنهم من يقبل النصيحة، محتوى مقالي جتني رسالة من صديق عزيز عبر التواصل الاجتماعي يقول فيها الرجل المتحدث قمت بزيارة لصديق لي وبعدها اخذني الى مكان قال انظر لهذه الابراج والمولات والبيوت كلها املاكي انا، فرد عليه صديقه فقال هذه ليست لك هذه كلها للورثة يتقاسمونها وانت تحاسب عليها، فلم أرى لك مسجداً او وقفاً اوقفته فهذا فعلاً سيكون لك، فقال صديقه الناصح بعدها بفترة بُني ذلك الثرى جامعاً كبيرا مع ملحقاته وقفاً لله، وبعدها باسبوعين توفي ذلك الرجل الثري، فنعم الصديق الناصح فعلاً بعض الأصدقاء نعمة وعز لك.
لذلك إختيار الصديق مهم جدًا، فليس الجميع أصدقاءك أنت من تختار ولأهمية اختيار الصديق الصالح أخبرنا الرسول عليه الصلاة السلام بصفات الجليس الصالح والجليس السوء، عن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ رضي الله عنه أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً» (متفقٌ عَلَيهِ).
فمن تختار عزيزي القارئي
وأيضاً من الجهة الأخرى، فهناك العديد من الأشخاص الزائفين الذين يحاولون الاستفادة منا ومصلحتهم الشخصية أولوياتهم. هؤلاء الأصدقاء يظهرون بخلفية مزيفة ويتظاهرون بأنهم يهتمون بنا، ولكن في الواقع، يكون لديهم أجندات خفية علمها عند الله ويعتبرون نقمة.
والصديق النعمة بإذن الله تعالى يكون صديقًا صالحًا، والصديق الصالح هو الصديق القادر على رد صديقه عن أي شيء يغضب الله، وحثه على فعل الخير ويساعده عليه
أدام الله علينا الصحبة الصالحة الطيبة، وأبعد عنَّا أصدقاء السوء وهداهم إلى الصراط المستقيم.
*همسة*
*الصديق هو الشخص الذي يعرف أغنية قلبك، ويستطيع أن يغنيها لك عندما تنسى كلماته*