يعد عيد الأضحى من الأعياد المهمة في حياة المسلم حيث يجسد معاني سامية وقيم عظيمة كما يعد رمزاً لمعاني التضحية والفداء، فهو يذكرنا بفداء نبينا إبراهيم عليه السلام لابنه إسماعيل واستعداده للتضحية بأغلى ما يملك امتثالاً لأمر الله تعالى، فيعزز هذا السلوك في نفوسنا معاني التضحية والبذل في سبيل الله تعالى، ويُنمّي في نفوسنا روح الطاعة والانقياد لله الواحد الصمد يقول تعالى { قُل إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } سورة الأنعام، كما تحقق الأضحية العديد من الفوائد الدينية والنفسية والمجتمعية.
إن الاضحية سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست بواجبة، ومن فعل ذلك فإنه يكون قد احياء سنة نبي الله إبراهيم عليه السلام، ممّا يُساهم في تعزيز الشعور بالانتماء للدين الإسلامي، واتّباع سنة نبي الله صلى الله عليه وسلم الذي ضحى بكبشين املحين عن نفسه وعن امته من لم يضحي عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحّى بكبشين أملحين أقرنين، أحدهما عنه وعن أهل بيته، والآخر عنه وعمن لم يضحِّ من أمته. رواه ابن ماجه، والطبراني في الأوسط، قال الهيثمي: وإسناده حسن ، كما تعد الاضحية وسيلة من وسائل التقرب إلى الله تعالى، وعبادة يُعبّر المسلم من خلالها عن خضوعه لله وامتثاله لأوامره وتذكره بنعم الله تعالى عليه، وشكره على كلّ ما أنعم به عليه من نعم عظيمة، كما تُعدّ الأضحية وسيلة لإطعام الفقراء والمحتاجين، حيث يتمّ توزيع لحم الأضحية على الفقراء والمساكين، ممّا يُساعد على سدّ حاجتهم، وإدخال السرور على قلوبهم، وتعزيز التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، ويمكن للمسلم أن يضحي عن نفسه ، وعن والديه ، وعن كل من يحب الأحياء منهم والميتين وعقد النية على ذلك ، كما يجب أن يعلم أبنائه على هذه السنة ، لأن فيها معاني التضحية، والبذل، والإيثار، والرحمة، والاهتمام بالفقراء والمحتاجين ولاسيما في المناطق التي تشهد حروباً طاحنة وازمات متلاحقة.
وفي الختام ينبغي على المسلم أن يحرص على أداء هذه الشعيرة العظيمة، وأن يُشارك فيها بفرح وسرور، وأن يُتقن شروطها وأحكامها.