(لا قياس مع فارق )
هذا العنوان هو قانون من قوانين الإدراك المرئي والإدراك العقلي والاستدلال المنطقي للأشياء ، وعندما يكون الفارق كبيراً بين شيئين مادياً كان أم معنوياً فلا يجوز لنا أن نفاضل بينهما للبوِّن الشاسع الذي يفصلهما عن بعض وعدم وجود قواسم مشتركة تجمع بينهما ومثال على ذلك : الفرق بين النور والظلام ، وكذلك الفرق بين الحقّ والباطل .
وهناك آية من ثلاث كلمات اختصرت علوم النفس والمنطق حيث قال الله تعالى في محكم التنزيل : ( هل يستوي الأعمى والبصير ) وهذا سؤال آخر من أسئلة الحق للعقول وأصحاب المنطق ، فكما أن الأعمى يعيش في ظلام دامس بينما يعيش المبصر في نور دائم ، وهذا ينطبق على رؤية الأشياء من حولنا أيّ الظاهر لنا ونلمسه بأيدينا من كل شيء ، وهناك عمى آخر وإبصار آخر باطني في دواخلنا قد يغفل عنه أغلب الناس ألا وهو نور البصيرة وعمى البصيرة وهذا هو المقصود بالآية الكريمة فإنَّ الحق جلَّ وعلا يحثّنا على تنمية نور البصيرة لكي لا يصيبنا العمى العقلي والقلبي عن رؤية الحق والباطل ولكي نتبع الحق ونجتنب الباطل ، ولأنَّ أعمى البصر وفاقد النظر قد يقع في حفرة وهو يمشي بالشارع بلا دليل يقوده وأما المبصر فإنّه سوف يغيّر طريقه لأنه رأى الحفرة ونجا منها ، كذلك عقل الإنسان وقلبه يحتاجان إلى نور البصيرة لكي تنجيهم من مهالك طرق الباطل وهم يسيرون في طريق الحق ( الصراط المستقيم ) ، لذلك جاء بالحديث القدسي المشهور : " حُفَّت الجنة بالمكاره ..." و :" وحُفَّت النار بالشهوات ... " والحديث طويل والعبرة بأن طريق الجنّة محفوف بالمكاره أيّ الفتن وإن لم يكن للمؤمن نور بصيرة يرى بها الحق من الباطل فإنه قد يقع في مهالكها وتحيد به عن طرق الصراط المستقيم أو يقع فريسة في حفر المكاره فتنهشه ثعابينها وعقاربها كما شُبهت في حديث آخر .
والبصيرة هي النور الإلهي الذي ينير القلوب والعقول ويستمدّه الإنسان من نور آيات الله تعالى ومن الأعمال الصالحة وآيات النور في القرآن العظيم كثيرة جداً من وقف عندها وتفكّر بها يرى ويعلم كيف يستمدُّ النور منها ومن ذلك قول الله تعالى : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) وهنا تتجلى بصيرة المؤمن فهو بمدد من الله يخرجه من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة ومن ظلمات المعصية إلى نور الطاعة .
اللهمَّ أرنا الحقَّ حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ..... هذا الدعاء إحدى طرق استمداد نور البصيرة .
بقلم 🖋️ البتول جمال التركي
- 22/09/2025 الدهمشي: اكساب الشباب شخصية القيادة يمكنهم من صناعة المستقبل والنهوض بالأمم
- 22/09/2025 رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للاستثمار والإنماء مشاركاً في أعمال الدورة الرابعة لمؤتمر الغرف التجارية وجمعيات الأعمال العالمية 2025 في جمهورية الصين الشعبية
- 22/09/2025 “الأكاديمية الوطنية للتدريب توقع مذكرتي تفاهم مع مؤسسات سنغافورية رائدة على هامش منتدى الأعمال المصري–السنغافوري”
- 21/09/2025 الرئيس السيسي يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين الأكاديمية الوطنية للتدريب وكلية الخدمة المدنية السنغافورية
- 20/09/2025 وزيرة الثقافة الروسية تستقبل وفد جامعة الدول العربية لبحث تعزيز العلاقات الثقافية وخطوات انشاء المركز الثقافي العربي في موسكو
- 19/09/2025 منظومة OMC الاقتصادية تشارك بملتقي توظيفي ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة بمركز السنبلاوين.
- 19/09/2025 السفير عبدالله الرحبي يعقد مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن فعاليات الدورة الثالثة للمعرض الدولي للتمور والعسل بالقاهرة
- 19/09/2025 أمين عام الوحدة الاقتصادية يستقبل السفير الأردني في القاهرة
- 17/09/2025 الأمير #محمد_بن_سلمان يوقع اتفاقية الدفاع المشترك” مع رئيس #باكستان
- 17/09/2025 صدور بيان مشترك بشأن زيارة دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية إلى المملكة
الكاتبة/ البتول جمال تركي

من قصاصاتي
Permanent link to this article: https://aan-news.com/articles/321536.html/