مكة بلدالله الحرام ، الذي أسكن الله فيه خليله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهماالسلام .
نفوس المؤمنين تشتاق إليه ، قلوبهم تطمئن به ، قبلتهم في صلواتهم ، مهبط الوحي ، منبع الرسالة.
لما أراد المولى -سبحانه وتعالى- أن يجعل أفئدة المؤمنين تهوي إلى بلده الحرام فرض عليهم شعيرة الحج لتكون أعظم شعيرة إسلامية يلتقي من خلالها ضيوف الرحمن من كل فج عميق (ليشهدوامنافع لهم ويذكروا اسم الله ).
المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد موحدها المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود حرصت كل الحرص بأن تكون شعيرة الحج أعظم ماتولي به اهتماما كبيرا ، وذلك انه من خلال سياستها أنشأت وزراة خاصة تتولى مسؤلية الحج ببرامج مختلفة كلها في تيسير وتسهيل نجاح موسم الحج من كل عام.
فالوافد إلى بيت الله الحرام يشعر بالسكينة والطمأنينة منذ قدومه إلى أرض الحرمين ، لأنه يجد أن المملكة العربية السعودية من أعلى مسؤول إلى أدنى مسؤول كلهم في خدمته .
فخادم الحرمين الشريفين يقف خلف نجاح موسم الحج بنفسه مباشرة من خلال المتابعة الدقيقة والإطلاع الواسعة ، فيبقى ذلك في نفس الوافد مؤكدا له أنه يعيش في بلد الله الحرام كأنه بين أهله وذويه .
وجاء نجاح السعودية نتيجة خبرات متراكمة ، وتقاني وإخلاص وتعاون الجميع في العمل من أجل الإسلام والمسلمين ، وذلك دون تسييس الحج واستغلاله لإثارة النعرات الطائفية ، ووقوفها بحزم وعزم ضد أي تصرف يعكر صفو الحج ، ويمس أمن الحجاج وسلامتهم .
فبرنامج خادم الحرمين الشريفين لاستضافة عدد كبير من الشخصيات الإسلامية في العالم يترك أثرا كبيرا في نفوس المسلمين جميعا ، ويبعث برسالة قوية للمتشككين على أن القيادة السعودية الحكيمة التي أولاها الله لخدمة الحرمين الشريفين تسعى لتوطيد العلاقة بين المسلمين وبين قبلتهم التي أمرهم المولى بالتوجه إليها في اليوم خمس مرات.
حفظ الله المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز والشعب السعودي النبيل .
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا