قد يبدوا هذا العنوان الفلسفي مألوفاً لدى البعض ممن ألِفوا أسلوبي الفلسفي ، أو
في كتابة الموضوعات أو ممن سمعوا عن هذا المصطلح أو يعرف عنه .
و سوءًا كان موضوعاً فلسفياً أو موضوعاً علمياً فكلاهما يدخل في (دائرة المعرفة ) ،
وهو المدخل الذي أُمهد به الموضوع وبما تحتويه المعرفة من - أدوات للتعلم ، و - وتفكير ووعي ..(للإدراك )،-والذي يتأثر بظرفي الزمان والمكان
!ومن ثم يتكون ( سقف للمعرفة.
) الذي هو المتحكم في اسلوب وطريقة التعامل مع المعاملات والعلاقات ، والتناول والتعاطي مع المواقف والاحداث والتي تؤثر الاختيار والقرار .
لاشك ان الإنسان في هذه الحياة يعيش في صراع الموضوعات الجدلية ، الفكرية والعقلية ، صراع الموجدات والظواهر الطبيعية ، وكيفية خلق توازن بيتها ، وكيفية والتعامل مع العلاقات الاجتماعية ، و العلاقات التعبدية والاخلاقية .
هذا الصراع هو سنة الكون ، و مضمون العيش ، وديمومة الحياة .
لقد كُرّم الانسان بنفخة من روح الله ، وهو العلم الذي يكّونه ويطّوره ويكيفه ، محاولاً الوصول إلى (المعرفة ) لفك الالتباس بين الحقيقة الموضوعية والوهم “الحق الباطل” وذلك بإدراك العالم الموضوعي.
ويكمن هذا الصراع في العالم الموضوعي “الحقيقة” على ما هو عليه حيث أن وجود الأشياء خارج الوعي هو عين حقيقتها، فالمعرفة الإنسانية تبدأ بالمشخص الجزئي وتنتهي بالمجرد العقلي والذي يسمى بالقوننة “الكلي” وهي التي مكنت الإنسان من تسخير الأشياء لمصلحته.
وكيفية التعاطي أو التعامل معها ، بالتعامل مع ماهو - موروث (نَتَّبِعُ مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ) أو نتعامل به بالعقل الجمعي ( الثوابت التي نعتقدها) وسابقة معرفتنا والحكم عليها بما طبع في اذهاننا ، ونبقى في ( الثبات) الذي لايرضاه الله ولن يرضى لنا الثبات ، والثبات مآله الهلاك ( وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدٗا (٣٥) الكهف . وهو الكفر بالله والدخول في خصائص الله وصفاته (قَالَ لَهُۥ صَاحِبُهُۥ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ ~أَكَفَرۡتَ~ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ سَوَّىٰكَ رَجُلٗا (٣٧)
أم نتطور ونعمل عقلنا
فالتماضي هو العيش في زمن الماضي والبقاء فيه ، أو التعامل مع الإحداث بما بسابق المواقف . فيتعطل الفكر ، ويلجم العقل ، وتعدم الحكمة ، وتقل البصيرة وبالتالي تحدث الفجوة بين الحق والباطل ، وبين الوهم والحقيقة .
ولا شك أن التماضي يعتبر احدى اشكال هذا الصراع والجدل وهو خطأ اجتماعياً لأنه يمنع التطور الشخصي ويعيق التنمية الذاتية. فإذا عاش الإنسان في الماضي دون الانتباه إلى مستقبله فإنه سيعيش حياة دون هدف ولا تحقيق للذات.
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ،
ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعا ، لأنه ” خوض في الغيبيات بسوء ظن ” ، ومذموم عقلا ، لأنه مصارعة للظل.
إن الكثيرا من هذا العالم يتوقع لمستقبله … فيقع الإنسان أسيرا” للأوهام، وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه
لا حاجة (للتماضي ) .. الحاضر لم ولن يكون امتداد للماضى ، والمستقبل لم ولن يكون جنين فى رحم الحاضر .
ولأنه لا أحد يستطيع أن يتنبأ بالمستقبل ، لأن لا أحد يعرف المستقبل إلا الله .
ولأنه لا حاجة لنا لأن نستخلص المعانى والعبر من الماضي ، فالسير الصحيح فى عالم اليوم لا يستند لا إلى العبر والمعانى ، ولا إلى حكمة التاريخ ، ولا إلى دروسه المستفادة .
عالم اليوم لا يعترف بالحقوق التاريخية الماضية وإنما يعترف بالأمر الواقع ، ولا يأخذ بأحكام مستمدة من التاريخ ، ولا يعتد حتى بالحضارات التى حفرت سطوراً مضيئة وباهرة عبر تاريخ البشرية .
هو يعترف فقط بالأمر الواقع ومعطياته .
هو يعترف فقط بقوة العلم والقدرة على الإبداع والتفوق والتميز .
هو يعترف فقط بالسيطرة والتحكم والتأثير والنفوذ الممتد استناداً إلى الاكتفاء والفائض .
ولو عدنا إلى أساس المعرفة الإنسانية هو الفصل الدائم بين الحق والباطل المرتبطين ببعضهما بعلاقة تناقضات جدلية. ومهمة المعرفة هي تفريق الحقيقي عن الوهمي لذا قال لبني إسرائيل {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} (البقرة 42
تحياتي
فلسفها لكم / د. عثمان عطا