لا أعلم من أين أبدأ.. وكيف سيبدو المنتهى
إن ما أمرّ به خلال بقائي ضمن الخليقة على قيد الحياة -إن صح التعبير- لا يبدو كمن يتطور في زاوية من الزوايا
أعلم أن ذلك من سوء اليقين ولكن، يبقى التساؤل عن التكرار.. عن سيناريو قد كُتِب مسبقًا نطوف به ذاهبًا وعودة وإلى أين.. لا أعلم
ثم يتنامى إلى ذهني مسمى "سخرية القدر" على الرغم من عدم صحته.. كيف تدور الدوائر، وهل نتعلم منها؟ وماذا ننتقد.. ومن نحن.. ولمَ نفعل ما نفعل!؟
ثم هناك التاريخ، وسيرة السابقين، وحكاياهم
أُرْهِقنا ونحن نقرأ في كتب السِيرْ.. وتاريخ البلاد والأمجاد وفطاحلة الماضي الكرام.. لكن لا أرى النتائج في التعلم.. ما تمتعنا به فقط هو لقب "مثقف" يملك معلومات لا زيادة
"ذبلت حروفكِ
ما الذي اعتراكِ
لم أعد أسمع همساتكِ
نبعُ قلمكِ اضمحل وجفّ
أيُّ مرٌّ تتجرعينه ستر جمال الحياة عنكِ
هاتِ أخبريني فمازلت هنا معكِ"
ماهذا البذخ في رصف الكلمات! يا مرحبًا بمن أتى لينثر الوعود والسعادة والعِوض المنتظر.. أهلاً بعضيد الفؤاد، وسند القلب المبجّل!!
هه سخرية فعلاً أن تعلم أن كل هذا ماهو إلا منهج في مدرسة لتعليم الكاذبين، وخريجوا تلك المدرسة كُثُر، إنما تعليهم قاصر من وجهة نظري، لم يخبروهم بأننا قرأنا منهجهم التافه،
لم يضيفوا فصلاً في ذلك الكتاب يفيد بأن التكرار "يعلّم الشطار" ونحن نحفظ عن ظهر قلب ما سيأتي.. لا يوجد في الفهرس ما يفيد بالفروقات بين الأشخاص والأعمار والبيئات والثقافات كذلك.
نقطة..
لكن السطر لم ينتهي.. ابتدأ بها سطر وأخذت تكبر وتكبر حتى استحالت بقعة سوداء كبيرة في منتصف الرواية.
اغتالت كل فرحة مكتوبة.. قطعت الطريق أمام مواكب الأمل.. هوّة خفيّة لا يطالها إلا شعور السقوط بلا قاع.
نقطة..
توقف عندها كل شيء، توقف السعي نحو التغيير فنحن لا نملك إلى نحن، توقف التخطيط لتبني الرضا والتغاضي والتسامح فالمصاب جلل؛ والفؤاد مكسور.
توقف الابتسام.. ماتت المحفزات والعطاء لم يعد مجديًا ولا سعادة مُحصلة منه.
النقاط تترى.. وتتسع الهوّة.. والأسطر تتلوّى من الخيبة، لا شيء واضح، نقطة تعجب عن قوانين تختبرها لأول مرة، ونقطة استفهام عن لمّ ولماذا؟
نقاط وقفت على رأسها تنتظر شرحًا لماهية مايحصل، ونقطة اللاالتقاء لن تستقر في آخر السطر
وتستمر الأسطر بالمرور توازيًا مع التساؤلات بدون نقاط.
وأبقى لا أعلم من أين أبدأ.. وكيف سيبدو المنتهى
شذى عزوز
سيدة الميزان