تناقل الاخبار والمعلومات بين الناس سابقًا كان ذلك بطرق مختلفة ، عاش الناس معها فترة طويلة .
وفي عصرنا هذا مع ما أحدثه التقدم التكنولوجي استطاع الانسان اليوم أن يتقارب مع الآخر تقاربًا يزداد بسرعة مدهشة في كل ثانية ، وهذا التقارب كان سببه ( مواقع التواصل الاجتماعي ) وهي تعد أحدث وسائل التواصل الاجتماعي حيث تربط الأشخاص بعضهم بطرق غير تقليدية ، وتتضمن الكثير من وسائل الترفيه والمشاركة :
١ - البريد الالكتروني:هي خدمة تقدمها العديد من المواقع لتبادل الرسائل النصية ، والملفات ، والصور ، والفيديو بالإضافة إلى العديد من الخدمات الأخرى
٢ - الهاتف : سواء الهاتف التقليدي أو الهواتف الذكية ، فإن لها دور كبير في تسهيل الإتصال بين الأشخاص والشركات في أنحاء العالم .
٣- المؤتمرات المرئية عن بعد : هذه الوسيلة جيدة بشكل كبير للمؤسسات والشركات التي تعمل في أكثر من منطقة جغرافية ، أو التي تتعامل مع شركات أخرى في مناطق مختلفة .
وهذه الوسائل التي يتم التواصل من خلالها كثيرة ، نذكر بعضًا منها(فيسبوك ، مسنجر ، وينساب ، تويتر ، تلغرام، سكايب ، زوم)
إن مما عززت طرق التواصل الاجتماعي الثقافة الرقمية التي باتت البوم الركن الأساسي في تحقيق التطور بالمجالات المختلفة ، حتى على مستوى الوظائف البسيطة بشرط المتقدم لها أن يكون قد أتقن اللغة الرقمية والتعامل في محتلف الجوانب .
وفي هذا الأيام نعيش أزمة السودان تلك الأزمة التي أدت إلى اشتعال حرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ شهر رمضان المبارك إلى يومنا هذا ، وحصدت الكثير من ارواح المدنيين الابرياء وجرح الكثير منهم على السواء .
فكانت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان-حفظهما - هي من تقدمت في بداية الامر بدعوة أبناء السودان بالجلوس على طاولة الحوار للخروج من الازمة التي تهدد البلاد بل المنطقة بكاملها ، فقامت السعودية بجهود كبيرة أبرزها إجلاء الرعايا الاجانب دون استثناء من السودان إلى السعودية للتنسيق مع ممثليات بلدانهم بعد ذلك لنقلهم إلى بلدانهم سالمين آمنين مطمئنين .
ولم تكتف السعودية بالنداءات لإيقاف الحرب بين السودانيين وإجلاء الرعايا الاجانب فقط، بل وجهت دعوة رسمية لطرفي النزاع وهما الجيش السوداني وقوات الدعم السريع باختيار كل منهما وفدا للحضور إلى المملكة للحوار برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان حفظهما الله .
وهذا الأمر ليس جديدًا في القيادة السعودية الحكيمة الرشيدة في رعاية المصالحات والإشراف عليها على ارضها عبر التاريخ.
ففي الطائف ١٩٨٩بين اللبنانيين ، وفي مكة ٢٠٠٦ببن السلطة الفلسطينية وحماس ، وفي مكة المكرمة ٢٠١٨بين الفصائل الأفغانية ، وفي جدة ٢٠١٨ بين أثيوبيا وإريتريا ، وفي الرياض ٢٠١٩بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي .
هذه الجهود الانسانية التي تبذلها المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة الحكيمة في تحقيق السلام والاستقرار في العالم أجمع ،نجد أن دورها الانساني اليوم في السودان أخذ جزءا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي ،و العالم بأسره في ثناء للملكة العربية السعودية التي أجلت رعايا العالم من السودان إلى اراضيها دون استثناء ، ففجرت طرق التواصل الاجتماعي من الاوفياء الامناء محبي للمملكة أنهارًا من المقالات والحوارات والتصريحات والتغريدات بسرعة تفوق التعداد في كل ثاتية من الثواني .
وطرق التواصل الاجتماعي لما اراد شرذمة التطرف والارهاب -مع خبث نواياهم ، وسوء أفعالهم - اتخاذها وسيلة لتحقيق أهدافهم لتشويه سمعة من يحب السلام والاستقرار ،فشلت مخططاتهم ، لأن الحق أحق أن يتبع ، فالجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية في السودان نقلتها طرق التواصل الاجتماعي بصدق واخلاص إلى العالم دون انقطاع إلى اليوم .
وأنا -منذ بروز طرق التواصل الاجتماعي-ما رأيت مشاركة واسعة في الدفاع عن المملكة العربية السعودية وبيان دورها الإنساني مثل ماهو موجود اليوم.
فمهما اراد المرجفون ترويج بضاعتهم الخاسرة أعمى الله أبصارهم ، وزلزلت أقدامهم ، وشلت أبديهم ، فلا يرون إلا العذاب الأليم .
ستظل السعودبة آمنة مطمئنة خادمة للإنسانية جمعاء ، وطرق التواصل الاجتماعي شاهدة لها على ممر الايام والأزمان .
بقلم الشيخ:نورالدين محمدطويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا