سألتها ما سواد العين ؟ ما الحور
ماالشوق ماالهجر ماالآهات ماالسهر
سألتها مارواسي الصدر إن عصفت
بها الظروف وأوهى أرضها الكبر
سألتها مادواء العشق إن عجزت
عنه العلوم وماداوى الجوى بشر
ماالصبح ماالليل ماالأفلاك إن رحلت
أو غابت الشمس أو لم يسطع القمر
سألتها عن وفاء الناس في زمن
قل الوفاء وزاد الغدر والكدر
سألتها فأجابتني على عجل
قلبي يئن وجسمي هده السهر
لا تسألني عن غيداء كم لعبت
بها الحضارة حتى ملها السفر
ولا تسل عن جمالي صار مسكرة
والروج ثغري ومن عدساتي النظر
فالصدر إن شئت إسفنج وأقمشة
قدعاث في جسمي التجميل والإبر
فقلت ماالأمر قد عم البلاء بنا
فلم يعد يرعوي بدو ولا حضر
قالت وهل يكمل المعنى بمبتدأ
لم يأت من بعده أو قبله خبر
ياسيدي في عيوني ألف باكية
وفي فؤادي جراح أهلها غدروا
وفي يدي غصون في الهوى يبست
غاب الربيع فمات الزهر والثمر
وفي الحناجر أصوات لنا عزفت
لحنا فأسكتها من خوفها الحذر
وفي القصائد أبيات بها علل
فازت ومافاز شعر قافه درر
لباس قومي غدا خيطا على جسد
وعفتي هتكت أستارها صور
وقلد المسلمون الغرب واتحدوا
ضد المبادىء وانقادوا لمن كفروا
أنا أنا أمة ثكلى وخلف يدي
سكينة وأمامي السجن والخطر
طوى الزمان لنا ذلا صحائفنا
وعذرنا كل حين ماجرى قدر
فهل علمت إذا يا سيدي خبري
إن غاب عنك وعن أمثالك الخبر

