في احدى السفرات ، استيقظت ذات صباح ، فنظرت للمرٱة وبدأت اشفط بطني ، والتف حولي ، واتفحص وجهي ، شعرت بالتمدد والتحول الذي حصل لجسدي ، توسع في اماكن ، وتطور في اماكن . عدتُ اشفط بطني ، محاولا اخفاء التضاريس الجغرافية ، ثم عدت للحقيقة التي اخفيتها ، للحقيقة المروعة أن وزني يزداد .
فكرت بسرعه بما أملك من خيارات ،طبقًا لحالتي *المادية* ، و *المالية* ، وبما لديي من *بدائل* وفق *الامكانات*.
تكون نتيجتها إما الركض اليومي أو أشتري لنفسي جهاز تدريب غالي الثمن أو دراجة أو أسيطر على فمي وأغلقه ، وفق امكاناتي .
اشغلني الموضوع واحبطني . لانه لايقتصر على مالدي من أدوات ووفق ما لدي من إمكانات، فهناك ( وقت) مخصص للياقة التي لا أملكها أو القليل منها .
كما يحدث مع الكل !! ،في اليوم الأول (متحمس ) ، واليوم الثاني (مُصمم) والثالث ( مُصر).
وبعد اسبوع تفتر حماستي ، وبعد أسبوعين تتحول الدراجة إلى نصب تذكاري ، ومن يرى حالي يقول .. رياضي ، و(الدايت) مجرد ذكريات .
وبعد ايام واشهر والقليل من السنوات ، ساعود لتلك المرآة القاسية الصريحة، واعيد تلك الكره وخطوات الرحلة .
أضرب على بطني المكتنزة، ولياقتي المهترئة ، وقواي الذابلة، ثم اعتب على الظروف المحيطة ، والوقت ، واصدقائي (الأكيله) .
فيتغير شكلي، وتقل حركتي رغم ضخامتي ، وتضيق ملابسي وانفاسي ، والجأ الى (السبات) .
هذه القصة تذكرنا ببعض المنشآت والمنظمات ، التي تمر بمشكلة متفاقمه متناسيه، تُركت للظروف لعلها تصلحها ، والسوق يحسنها ، والأنظمة تضبطها ، فترى مكانتها بمقارنة مثيلاتها ومنافسيها ،و لأن ليس لديها رؤى ولا عدة وعتاد ولا مقياس ، رغم غزارة مواردها ، وامكاناتها الحيوية الشابه، التي تتفاوت مهاراتها واولوياتها وولائها .
تلك المنظمة او المنشأة التي لم تستفد من تجربتي مع (الدايت ، او الرجيم) وطبقت نفس قراراتي الفورية ، العشوائية، بعيداً عن الوعي والإدراك ، وتحليل الواقع ، والتخطيط المسبق ، واستخدام الأدوات التي لاتتناسب مع التغيرات والتطورات المتسارعة ، فتقرر ماقررته أنا من قرارات واجراءات . فتلجأ الى (الرجيم أو الدايت) فيصبح الإصلاح إهدار ، و الحلول شكوك ، والصرف تبذير ، والاستعانة بالخبراء والمستشارين لا لزوم له ، ثم تقوم بانتقاء المشكلات لعلها تجد لها حلولاٌ، وتنقذ الموقف
فيكون اولها تتقلص المصروفات ، والاستغناء عن الكفاءات ، و تبدأ بالاستعانة بالمنشور من المكتبات ، ومحاولة تطبيق تلك النظريات ، ثم ماتلبث أن يهدأ الحماس كما فعلتُ أنا بالدايت إلى أن تلزم الثبات ، وتأتي مرحلة الُسبات ، ثم تنسحب من السوق في سكات .
إذاً ماالحل هل تلجأ للرجيم والدايت ؟
أم تستعيد لياقتها ، وتجدد الاشتراك في مضمار المنافسة وتواجه التحديات ؟
هنا نقطة نظام !!.. ، ومرحلة إعادة النظر وامعانه والاعتراف بالمشكلة، وفق الأمكانات المتاحه ، مما يتطلب القرار للإصلاح، والصبر على مر العلاج ، والاستعانة بالأوفياء ، من اصحاب الخبرة والتجربة والعزيمة ، والاصرار( بإعادة الهيكلة) وترتيب الاولوية وتصحيح المسار حتى لا تلجأ الى الدايت والتكميم بالعمليات .
*إعادة الهيكلة*:
هي “إعادة ترتيب الأهميات النسبية للأنشطة في المنظمة، وفقاً لمجموعة من المعايير من أهمها ما يتخطى الأزمة ، ويحقق أو يؤدى إلى خفض التكلفة، وتعظيم الإنتاجية، وأحداث تحول نوعي في مسار المنظمة أو المنشأة .
وغالباً ما يترتب على إعادة الهيكلة إعادة تنظيم، وتحديث النظم الإدارية والفنية، وتغيرات في العمالة سواء بإعادة توزيعها او بتخفيضها أو بتدعيمها بكوادر جديدة بطرق مبتكرة.
وقد تكون إعادة الهيكلة : بغرض استعادة المنظمة من حالة توقف جزئي أو تشغيل بأقل من الطاقة المتاحة والممكنة ، او حالة تعثر إلى حالة زيادة الإنتاجية.
فيظهر لها مايحتاج الى:
- إصلاح والى - تحسين دون خلط بالمفاهيم.
فالإصلاح: عملية محددة بزمن وتكلفة، وهو هادف إلى معالجة عجز جزئي أو خلل ما أدى إلى انخفاض الطاقة الكلية للمنظمة أو النظام أو الشيء.
أما التحسين: فهو عملية مستمرة، ومسئولية مشتركة لكل المسؤولين في المنظمة أو المنشأة عن إزالة كل العقبات التي تؤدى إلى صعوبة استمرارية تدفق مخرجات (نتائج أو جهود) المنظمة أو النظام، أو تدعم تطويرها لزيادة مخرجاتها، وغالباً من يقوم به الأفراد داخل المنظمة، وأن الفعل المطلوب منهم هو الأداء المستهدف، والذي لا يمكن الوصول إليه إلا إذا خضع للحركة النشطة والفعل الهادف، والذى تحكمه ثلاث محددات هى:
١- النتيجة المحددة مسبقاً.
٢- المنهجية (دليل عمل … وصف لطريقة الأداء)
٣- المرجعية (دليل للتقييم … معايير أداء ..لوائح وقواعد )
لذا وجب أن تكون إعادة الهيكلة للمنظمة وفق دراسة معينة ارتكزت على عدة مرتكزات داخلية وخارجية وربما بعض الأحيان إقليمه ودولية ، وأن جوهر إعادة الهيكلة.. إعادة ترتيب الأهميات النسبية للأنشطة في المنظمة .
يتبعها جوهر الإدارة هو الإنجاز وتحقيق الأهداف ، بتفعيل وظائف الإدارة الخمسة وفقا لذلك فيكون :- التخطيط والتنظيم هما وظيفة الإدارة قبل التنفيذ (الإنجاز) ، ويكون التوجيه هو وظيفة الإدارة التي تساير التنفيذ (الإنجاز) ، وتكون المتابعة هي وظيفة هي وظيفة الإدارة التي تلاحق التنفيذ (الإنجاز) ، ويكون التقييم هو وظيفة الإدارة بعد التنفيذ (الإنجاز).
وعليه فإن قرار التغيير ، يحتاج إلى العميق من التفكير ، وقرار (الرجيم) واعادة لياقة المنظمة أو المنشأة ليس بالأمر اليسير ، ولا مكان لقاعدة (خَبِط لَيّس يطلع كويس )
والقدرة على التواجد في مضمار المنافسة، إما بالتقدم أو التقادم ، وخوض التحدي بما لديها من امكانات وأدوات . كل ذلك يحتاج إلى قوة إصرار ، واستعادة التنظيم، واعادة الهيكلة يحتاج الى وقفة، ونظرة متأنية، ودراسة متفحصة، لمواكبة متطورة، لتخفيض التكلفة، وزيادة الإنتاجية، لتحقق أهداف المنظمة، ولضمان الاستمرارية،
ترتكز على إدارة الأزمة بإستخدام أساليب ابتكارية .
الآن عرفتم قصة الرجيم والدايت مع الشركات ، واطلبوا مني أن اروي لكم (قصة كيف تحول الرجيم أو الدايت من النادي إلى المطعم ) في التعليقات ، ولامانع من أي ملاحظات ، واسعد جداً بالمقترحات.


1 comment
1 ping
خلود بنت فراج آل مسعود الدوسري.
29/08/2021 at 11:14 م[3] Link to this comment
العمل بمحاكاة تجارب الآخرين دون مراعاة للواقع والإمكانات المتاحة مايوقعنا في وحل هذه المعضلات!