لم تأتي كورونا على هيئةِ ملِكْ
ولكن جاءت بسطوة الملك
حكَمَتْ فعدلت
جاءت بحكم المساوة ولم تفرّق بين بنو البشر
دخلتِ القصرَ والسقيفه
اصابت الحَاكِم والمحكُوم
والأنثى والذكر
جاءت بعظمةِ الملوك حينما ينصاعُ لإمرها القاصي والداني ، فيلتزمُ لحُكمِها وتُذعِنُ الرقابُ لأمرِها
فلم تُغادر الطائراتُ ارضاً
ولم تشقُ السفنُ بحراً
ولم يدبُ على الارضِ بشراً
حينما أمَرَتْ أن تُغلقَ المساكن على اصحابِها
.....
لم تأتي كورونا على هيئةِ وزيرٍ
ولكن جاءت بِحِكمةِ الوزراء
لتُصحِحَ الخلل وتكشِف الفساد
جاءت لِتُعيدَ الأمورَ إلى نِصابها
عرفنا معها ان الخروج من ظُلمةِ الجهلِ لايحتاجُ الذهاب إلى المدارس .
فالتعليمُ نُورٌ ينبعثُ من الداخل متى مارغِب طالبهُ أن يكسرَ من دونِهِ مغاليقَ الجهل
فالبحثُ عن مصادر النور لا يحتاج الى بصر ٍ
ولكن الى بصيره
.....
لم تأتي كورونا على هيئة عُملةٍ ورقيةٍ ولا قيراطَ ذهب او برميل نفط
ولكن جاءت لِتُعيدَ أنصبة الأقتصاد حيث الأولوليات.
عرفنا معها أن الرخاء لايحتاج إلى زيادة دخل
فالإقتصاد يزدهر بالإقتصاد
والإكتفاء يُحقق النماء
......
لم تاتي كورونا أباً ولا أُمّاً
ولكن جاءت لتُربي الأسرةَ بِكِلِ أفرادها
عرفنا معها كيف يكون الأبُ أُماً والأمُ أباً
فحينما تَنهَضُ مشاعرُ المسئوؤليه تقومُ لها كلُ اسبابِ الصلاحِ والإصلاحِ والتربيهِ والعطاءِ الغير مشروط
........
لم تأتي كورونا على هيئة واعظٍ ولا قاضٍ ولا مُحتسب
ولكن جاءت لِنُدرك أن الإستقامة لاتحتاجُ إلى حَجٍ ولاعمرةٍ ولا إلى منابرَ جمعةٍ ولامحاريب جماعه
فحينما تتسامى الروحُ تسلُكُ طريقَ الصراطَ طوعاً وحُباً لِخالقها ، وإخلاصا وخُفيةً له
فالعبوديه لله وتوحيده سموٌ فوق كل سمو
......
لم تاتي كورونا على هيئة مشهور مترززٍ مرتزق
ولكن جاءت لنعيَ أن الكلمةَ موقف والموقفُ لايحتاجُ الى كِثرةِ الكلام
فحينما اختفى الناعقون برز النافعون
فلا قُمرات تُسجل
ولا إعلام يُسلط الأضواء
ولافلاتر تنقي الصور
ولا مغردون او سنابيون ، رأينا
بل لمحنا اقداماً ثابتةً لم ترتخي
لتستقبل المريض المُعْدِيْ بالأحضانِ
وتردّ المُجْرِم المعتدي بالنيران
ميادين قلبتِ الموازين
قدموا الأرواح لنرتاح
وأرخصوا النّفْسَ لننعم بالنَفَسَ
منحونا السِلمَ و الأمانَ ، وهم من أهلهم في حرمان .
.....
جاءت كورونا ومعها مِجهرُ الحقائق
فهل من متأملٍ حاذق ؟!
وهل من واعيٍِ ناطق ؟!
أنتهى

