جاءت حادثة المواطن الاميركي ذوي الاصول الافريقية وهو يستغيث
"لا استطيع ان اتنفس "
حتى لفظ انفاسه الاخيرة تحت ركبة الشرطي الابيض ، مدوية و مكملة لسلسلة طويلة من حوادث التفرقة العنصرية التي لا زالت متأصلة في المجتمع الاميركي. منذ ان اعلن الرئيس ابراهام لنكون تحرير العبيد لتبدأ الحرب الاهلية الاميريكية، الى حادثة العاملة روز في الحافلة حين رفضت الجلوس في المقعد المخصص لذوي البشرة السمراء، الى جورج فلويد الذي قضى نحبه ، لتبدا الاضطرابات بشكل كبير. اعتقد ان الذي فاقمها كونها تلت جائحة الكورونا، التي لا زالت الولايات المتحدة الاميركية تتصدر القائمة العالمية في المصابين والمتوفين. الشعب الاميركي لا زال يغلي من تزايد عدد الاصابات لمرض الكورونا والتهديد اليومي الذي يواجهه وقد وجد المنفذ ليطلق غضبه مع حادثة فلويد .
السؤال الاخر ، نعرف عن الشعب الاميركي حبه للنظام فلما هذه التظاهرات التي تفاوتت مابين السلمية، الى حرق السيارات وتكسير المحلات، خاصة الفارهة منها ، الى الاعتداء على رجال الشرطة ؟
الجواب ان المتظاهرين فقدوا ثقتهم بالقضاء الاميركي ، لما رأوه من تلاعب المحامين و قوة الاعلام الذي يضخم القضايا و يضع القضاء تحت ضغطه . الشعب الاميركي يعلم بالثغرات التي بنظامه وانها طالما استغلت من الضالعين بالقانون لصالح من يملك المادة .
هنا عادت لذاكرتي تجربة اجتماعية اجرتها قناة، حين وضعت طفل ابيض في عهدة رجل اسود في مجمع عام لتجد ان معظم المارة شككوا في نوايا الرجل واوشك بعضهم ان يبلغ الشرطة، وحين تم العكس اي ان الرجل ابيض والطفل اسود، لم يهتم معظهم او يأبه بهم .
هذا يدل ان لا زالت بقايا العنصرية متجذرة بهم ، والتي لا علاقة لها بالقانون بل بالمجتمع، حول من يختلف عن سائد الناس كون الاخر اسود او اسيوي او مسلم فالنظرة تحتاج اجيال لتتغير و تختفي.
مع الملاحظة ان هذه الامور لا تحدث في الدول الاسلامية ، اي التفرقة مابين الوان البشرة وتصنيف البشر . فالمسلم مسلم كيفما كان لونه، لان الشرع الذي بلغ بها سيد الرسل بان لا فرق مابين البشر الا بالتقوى . هنا يعلو الدين القانون وحين تنهار الانظمة يقوم الدين مقام الوازع والدافع لفعل الامر او تركه.
هنا اطرح تساؤل واترك لك عزيزي القارىء الاجابة،
ماذا لو كان الشرطي اسود وفلويد ابيض ؟
