أرض الأحلام!
قصة أهديها إلى كلّ محبطٍ، وضع في ظروف قاسية وصعبة...
قصة أضعها بين يدي كلّ طامح عازم، عارضه محيط معقّد، وواجهته تحديات فاقت كلّ التوقعات!!
قصتنا تخاطب مَنْ حزن، وأرعد وأزبد، عندما أخفق، وعجز أن يغيّر النتيجة لصالحه؛ محتجّاً بالقدر!
وعاجز الرأي مضياعٌ لفرصته حتى إذا فاتت عاتب القدرا
لا أرويها تشاؤماً، ولا تلاوماً، ولا حتى ندماً! بل اعتبروها- قرّاءنا الكرام- دفعة إلى الأمام، ودفقة لتجاوز الآلام..
هاجر مزارع هولندي إلى جنوب أفريقيا، للبحث عن فرص جديدة، لحياة أفضل. وكان قد باع كلّ ما يملك، آملاً بشراء قطعة أرض خصبة، ليحوّلها إلى مزرعة ضخمة. قابل المزارع تاجر أراضٍ أقنعه بتملك قطعة لا مثيل لها في المنطقة، فتحمّس لها ودفع ثمنها ماله كلّه. لكنّه عندما وصل ليعاين أرض أحلامه، اكتشف أنه وقع ضحية عملية غشّ مدروسة؛ لقد اشترى مساحة جدباء لا تصلح للزراعة!، ليس هذا فحسب، بل وجد أنّ أرض" أحلامه" تعجّ بالعقارب والأفاعي السامة!!
جلس على ركام حلمه يندب حظه المتعوس، وظرفه المنحوس! وإذا بفكرة غيرمتوقعة تخطر على باله: لماذا لا ينسى أمرالزراعة والمزرعة، ويحاول أن يستفيد من كثرة الأفاعي في أرضه؟!؛ لماذا لا يسعى لإنتاج مضادات السموم الطبيعية؟!
لم يسترسل طويلاً في التفكير، وراح يعدّ نفسه لهدف جديد فرضته الظروف المحيطة...واستطاع -بفضل مرونته في التعامل مع المستجدات-، أن يحوّل مزرعته إلى أكبرمنتج للقاحات السموم في العالم، محقّقاً نجاحاً باهراً، لتخصّصه- وحده- في مجال تربية الأفاعي والعقارب، والاستفادة منها!...
واستناداً إلى ما وصل إليه ذلك المغامر، يقول الباحثون: من أراد أن يكون ناجحاً، فليرفع سقف طموحاته إلى أعلى ما يكون، وليخفض مستوى توقعاته إلى أدنى ما قد يكون...وليكتب آراءه وأهدافه بقلم رصاص، حيث التعديل والتصحيح، ولاينسى أن يدوّن مبادئه وقيمه بقلم جاف، حيث الرسوخ والثبات...وذلك يعني أن يبدأ الطامحون في توطين أنفسهم مع أسوأ الاحتمالات، وافتراض أدنى التوقعات، ومحاولة التصالح مع الواقع، والاشتغال بإنقاذ ما يمكن إنقاذه...
فإذا دهمتكم مصيبة، حاولوا أن تجدوا لها وجه خير، وإليكم هذا المثال:
لو قدّم لكم أحدهم كوباً من الحامض، ليفسد عليكم مزاجكم، بحجة أنه يضيفكم ويكرمكم، فما عليكم إلا أن تضيفوا إليه حفنة من السكر، وقليلاً من الماء، لتتمتعوا بشراب الليموناضة المنعش!!
فحتى نحوّل ما كرهناه اليوم إلى ما نحبّه غداً، لا بدّ من التفكير باحتمال: }وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم{ البقرة-216. كما أنّه من الضروري أن نستعدّ بثلاثة أمور:
· بالصبر، كي نتحمّل ما لا يمكن تغييره.
· بالشجاعة، لكي نغيّرما يمكن تغييره.
· وبالحكمة، للتمييز بين الإثنين.
شبابنا الأعزاء، في مسيرة السعي الإيجابي لتحقيق الأحلام، احرصوا أن لا تتحسروا على ما فاتكم؛ فإنّ ما لم يُكتب لكم، فهو عسير عليكم، ولن تنالوه ولو بقوتكم...لكن ثقوا بأنكم لم تفقدوا شيئاً إن وجدتم ربكم، كما أنكم لن تربحوا شيئاً إن فقدتم الطريق الموصلة إليه! فماذا ينفع الإنسان لو حاز على ملك كسرى، وقلبه بالباطل مكسور؟! وماذا يفيده لو حصل على سلطان قيصر، وأمله عن الخير مقصور؟!
إنْ علينا إلا أن نتوكل على الله، ونطمئن، لأننا نتعامل مع غالب على أمره، لطيف بعباده، رحيم بخلقه، حسن الصنع في تدبيره...وإنّنا لا ندري( لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً) الطلاق-1.