لست ادعوا الى عدم الحب ، فالحب هو حياة الإنسان، وانفاسها ، والحب مطلب ، والحب واجب ، والحب هو مايميز حياتك .
حب الله اعلى المراتب وحب الدين ، وحب الوالدين ، وحب الوطن ، وحب الناس والأهم أن تحب نفسك وتحن عليها .
إن ما اقصده هو #وهم_الحب .
ذات زمان كتبت مقالاً عن الوهم وبالذات (#وهم_الاحتياج ) مقال طويل انصحكم بالرجوع له، للأشخاص الذين يعتقدون ان العلاقة مع اشخاص لا يمكن الاستغناء عنها ولا يمكن العيش بدونها ، وأنهم لو فقدوا هذه العلاقة .. لفقدت حياتهم .
وهو ( وهم ) .
الوهم : صورة ذهنية متخيلة ليس لها ما يطابقها من الواقع، لذلك تكون سيطرته على عقل الإنسان إذا تحكم فيه بطرق متعددة قوية، وينأى به بعيداً عن الأطر الفعلية للواقع المعيش، محدداً طرق سلوكه بناء على ذلك الواقع الافتراضي .
الأوهام كثيرة في حياتنا ( وهم الحقيقة ، وهم المؤامرة ، وهم أنك لست وحدك تفعل كذا ، ووهم ُ ووهمُ ..ووهمُ .
وأخطر هذه الأوهام هو ( وهم الحب ) !؟
وليس ما أقصده أن ( الحب المطلق ) ولكن ما اقصده أن ينتظر الانسان آخراً ليحبه ويعلق السعادة به . صحيح أن الحب : يعد أحد مسببات السعادة والسلام النفسي الذي ينشده الجميع، لكن لنعل أن اللسعادة لابد أن تكون نابعة من داخل الإنسان أولا ولا تعتمد على أي مسبب خارجي، فحتى وإن تحققت السعادة بسبب علاقة حب فقد تكون نفس العلاقة سببا للألم والمعاناة.
يؤكد ( تول ) أن لم يتمكن الإنسان من الدخول في حالة الحضور باللحظة الحالية والوعي بالذات الحقيقية فإن كل العلاقات وخاصة العلاقات العاطفية ستفسد بشكل أو بآخر، إذ أنها ستبدو علاقة مثالية في بدايتها لكن سرعان ما سيعكر صفوها الجدل والصراعات والانتقاد، الأمر الذي يصل إلى حد الإيذاء النفسي أو الجسدي في بعض الأحيان، وبهذا الشكل تكون العلاقة العاطفية في تردد دائم بين الحب والكراهية، حتى يصبح الشعوران وجهين لعملة واحدة.
في بداية العلاقة قد يشعر الإنسان أنه في سعادة تغنيه العالم كله، حتى تصبح العلاقة بين الشريكين كإدمان المخدرات، يشعر كل منهما بالسعادة في حضور الآخر والاضطراب في غيابه، ثم يبدأ هذا الاضطراب يأخذ أشكالا متعددة مثل الغيرة الجنونية وحب التملك، ثم لوم واتهامات متبادلة، لتتحول الحياة بالتدريج إلى معاناة بعد أن كانت العلاقة من أكبر مسببات السعادة، إذن فقد نكون على خطأ إن أطلقنا على مثل هذه العلاقات "علاقة حب".
يا واهماً بالحب...!!
تكمن مأساة العلاقات الرومانسية في أنها تقوم بين اثنين اتخذا قرارهما بناء على شعور بالاحتياج والنقص، وهي طبيعة بشرية، أو بمعنى أدق، طبيعة لدى من لم يصلوا بعد إلى مرحة التنوير أو الوعي بذاتهم الحقيقية، وتأخذ حالة الاحتياج هنا صورتان، احتياج جسدي وآخر نفسي.
صحيح أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكمالية وعلاقة غير انفصالية ، إلا أن لهذه العلاقة .. حاجة ، ورغبة تختلف من شخص لآخر وفق ما تعلم وتربى ، وتكون .
احتياج الجسدي ، والأخر احتياج نفسي . فالاحتياج الجسدي يتلاشى إن تم اعتباره ( غاية ) تنتهي بانتهاء الغاية والرغبة .
والثاني : النفسي وهذا يدخل في الشخص المستسلم لسيطرة عقله ومنفصل عن ذاته الحقيقية، يندفع نحو الدخول في علاقة إرضاءً لاعتبارات كثيرة، مثل صورته أمام المجتمع أو ربطه النجاح والفشل في الحياة بمثل هذه العلاقات، فضلا عن وجود احتياج عاطفي لشخص يبدي اهتمامه به ومشاركته أنشطته، إلا أن كل هذه الاحتياجات وليدة الأنا أو الذات المزيفة، لذا فسرعان ما يزول أثر السعادة التي تحققه ويبقى الخوف والقلق اللذان يميزان الأنا أيضًا.
اؤكد !! أنا هنا لا ادعو الى عدم الحب والتحذير من تجربته ، لكن أريد أن أوضح بعض المفاهيم الواهمه في العلاقات وخصوصاً علاقة الحب مع الآخر . فالعلاقة تحتاج الى التركيز على اللحظة الحالية واستشعار السعادة النابعة من الذات الحقيقية المتحررة من أطماع الجسد ومفاهيم العقل المغلوطة واحتياجات الأنا.
الحب حالة دائمة للذات الحقيقية لا يحتاج إلى انتظار إنسان بمواصفات محددة لتشعر تجاهه بتلك المشاعر، فهو نابع من الروح التي لا تعرف معنى للوقت النفسي ولا تعترف بقيمة للشكل الخارجي، الحب الحقيقي لابد أن ينبع من ذاتك كضوء الشمس الذي يغمر جميع من تقابله لا يستثني أحدا، وستجد من يبادلك هذا الحب الحقيقي عندما تجد من يستطيع أن يعكس ما تشعه روحك من الحب بنفس الدرجة.
لحل تلك الإشكالية انظر إلى ما تشعر به في علاقتك، إن كنت تشعر بالحب تجاه شريكك وفي بعض الأحيان تشعر برغبة في الانتقام ومهاجمته بسبب بعض الأفعال الصادرة عنه، فأنت على الأرجح هنا قد خلطت بين الحب الحقيقي والتعلق بالأنا ومفاهيمها المغلوطة، فالحب الحقيقي لا يجتمع مع الرغبة في الهجوم والأذى، لا يجتمع مع الكراهية التي غالبا ما تظهر في نهاية العلاقات عندما يفشل الشريك في تلبية احتياجات الأنا طوال الوقت.
يا واهماً بالحب..
#الوهم يتناسب عكسياً مع المعرفة فهو مع نمو المعرفة تقل مساحة الوهم في الذهن ، ويقل أثره في السيطرة على دوافع الإنسان وتصرفاته.
كيف يكون ذلك ؟ أرضى بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" او كما قال عليه الصلاة والسلام .
إن الوهم يشوه الحقيقة، يتشارك فيها عادةً معظم الناس.
وتُؤثر الأوهام عادةًعلى حاسة الإنسان فيصبح عائشاً في دائرة الوهم التي تنقلة الى دائرة الخوف ، سرعان ما يصبح اسيراً للخوف ، نخاف من الاشياء ومن امور لاتحدث ، قد يصل بنا حد الجنون .
الخوف خيار نحن من نحتاره ، فتصبح مابين ان تعيش حياتك او تعيش الخوف ، الخوف والوهم محله العقل ويصدقه القلب وباقي الجوارج ،، تجد عقول بعضهم ساحة قتال ، وارض معارك ، ينامون وعقولهم مستيقظة ، وفعليا ً لم ينامو لانهم نامو في ارض المعركة . " عقلك هو سيد افعالك " . الخوف مكبل لرؤيتك ، وعدم تقدير لذاتك .
يمتلئ العالم الآن بملايين البشر الذين قرروا استكمال حياتهم بمفردهم خوفا من تكرار تجارب ماضية مؤلمة، وملايين ممن استسلموا لفكرة الاستمرار في علاقات تستنزف طاقة أرواحهم، تحت ذريعة أنهم يفعلون ذلك بسبب وجود أطفال أو لمجرد أن ذلك يعطيهم شعور وهمي بالأمان أو بحكم تعودهم أو حتى خوفًا من الشعور بالوحدة، وهو شكل آخر من أشكال اللاوعي أو الانسياق وراء أفكار العقل، التي لا يضع لها حدًا سوى اتخاذ الخطوة الأولى وهي الاعتراف بأنك غير سعيد في وضعك القائم ومحاولة تقبل الفكرة تمهيدا للتعامل معها وليس إنكارها.
ثق بالله وتوكل عليه حق التوكل فهو مداعاة لترك الوهم . وان الله خلقنا وكفيل برعايتنا فقد قال عليه الصلاة والسلام " لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا تُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا " و قال صلى الله عليه وسلم،لابن عباس(يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده اتجاهك،تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ،إذا سألت فاسأل الله،وإذا استعنت فاستعن بالله،واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،رفعت الأقلام وجفت الصحف.


2 comments
2 pings
دحام حمود الدعية
25/01/2019 at 12:26 م[3] Link to this comment
احسنت النشر دكتور
الله يوافقك
تحياتي الك
Rawya Musa
04/02/2019 at 2:02 ص[3] Link to this comment
جميل ما شاء الله
بارك الله فيك