تتوالى التسريبات التركية المتناقضة بشأن قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، المفقود منذ الثلاثاء قبل الماضي، في مدينة إسطنبول التركية.
وفي أحدث هذه التسريبات، زعمت صحيفة “صباح” التركية أن ساعة “آبل ووتش” التي كان يرتديها خاشقجي سجلت مقاطع صوتية للحظات التحقيق معه وتعذيبه وقتله داخل القنصلية السعودية وأرسلتها إلى هاتفه الجوال الذي كان بحوزة خطيبته المعروفة باسم خديجة.
ومضت الصحيفة في ادعائها بالقول إن القتلة المزعومين بعد ملاحظتهم للساعة قاموا بفتحها عن طريق بصمة إصبعه وحذفوا بعض المقاطع.
لكن مختصًا في شركة “آبل” نفى لشبكة “سي إن إن” الأمريكية هذه المزاعم، مؤكدًا عدم امتلاك ساعة “آبل” لخاصية تسجيل وإرسال المقاطع الصوتية فضلًا عن عدم امتلاكها خاصية الفتح عن طريق البصمة.
وتلقي هذه الفبركة المكشوفة بظلال من الشك على التسربيات التركية بشأن خاشقجي، رغم البعد الإنساني للقضية التي تحولت إلى جزء من حرب إعلامية في الشرق الأوسط بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن ستيفن كوك، من مجلس العلاقات الخارجية في لندن، قوله إن تركيا “مشهورة حقًا بتضليل وسائل الإعلام الاجتماعية، والتصيد، والأكاذيب الصريحة في الصحافة” لتعزيز موقف الحكومة.
وأضاف أن انتهاء هذه القضية بأيدي وسائل الإعلام التركية الحكومية يتيح لها فرصة عظيمة للمهاجمة ونشر الأكاذيب والتلاعب على حد قوله.
الصحيفة أشارت إلى أن الدوافع وراء مثل هذه الألاعيب الإعلامية هو تباين المواقف السياسية بين تركيا والسعودية في المنطقة حيث تدعم أنقرة على سبيل المثال الإخوان المسلمين بينما تعتبرهم المملكة تنظيمًا إرهابيًا.
ويتساءل جميع المتابعين لقضية خاشقجي لماذا لم تقدم السلطات التركية رسميًا أي دليل من الأدلة المزعومة حتى الآن، وكيف تتعاون مع السعودية في التحقيقات اذا كانت حقًا تتهمها بقتل خاشقجي؟