لا أستطيع الحديث بعين الرائي فقط بل بقلب ابنها الذي ولد على ترابها وارتوى من نبعها وركض في أزقتها الطفولية ودرس أولى خطوات العلم في مدارسها.
هي ليست مجرد محافظة بل حكاية عمر
لم أنسَ منزلنا الطيني ولا تلك الحارة الدافئة التي احتضنت براءتنا ولا الأصدقاء الذين مضوا مع العمر وبقيت ذكراهم حيّة.
اليوم لأجدها وقد لبست ثوبًا آخر
شقراء التي كانت
أصبحت الآن مدينة ناهضة تُزاحم المحافظات المتقدمة في العمران والتجارة والتعليم والخدمات.
ولكنها رغم كل مظاهر الحداثة لا تزال تحتفظ بروحها الأصيلة وروائح السنين الجميلة.
شقراء، تلك المحافظة الواقعة في شمال غرب العاصمة الرياض
وهي العاصمة الاداربة لاقليم الوشم وواحدة من الحواضر النجدية القديمة.
كانت عبر التاريخ مركزًا تجاريًا مهمًا على طرق القوافل وواحة زراعية تنتج القمح والنخيل والخضار واليوم أضحت تُعرف أيضًا بمنتجٍ جديدٍ اشتهرت به: الفلفل الشقراوي
ذو المذاق الحار والطابع المحلي والذي أصبح عنوانًا لمهرجان موسمي يستقطب الزوار من مختلف المناطق.
شقراء.. بلد العلماء والنور
لم تكن شقراء حاضنةً للزراعة فحسب بل كانت حاضنةً للعلم والعلماء. فقد أنجبت عددًا من الأسماء التي حفرت أثرها في مسيرة المملكة الدينية والعلمية
كما أن جامعة شقراء أصبحت من أبرز المنارات العلمية في المنطقة وساهمت في تحريك عجلة التنمية المعرفية والتعليمية واحتضان أبناء وبنات الوطن من شتى المناطق.
الفلفل عنوان.. والحنين رواية
يأتي مهرجان فلفل شقراء ليؤكد أن هذه المحافظة لا تحتفل بالمنتج الزراعي فحسب بل تحتفل بتاريخها وناسها وذاكرتها الجمعية.
هو مهرجان تتعانق فيه النكهة مع الثقافة والتقاليد مع الحداثة ويُرسّخ قيمة المنتج المحلي في ظل تنامي مفاهيم الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
شقراء بكل بساطة محافظة لا تُنسى
تتطور ولكنها لا تتغير في جوهرها.
تكبر ولكنها تبقى في القلب بذات المساحة بل أوسع

