شرف المسلم أن يجد نفسه في بلاد الحرمين الشريفين، تلك البلاد التي منحها المولى سبحانه وتعالى مكانة عظيمة، لاحتوائها للحرمين الشريفين .
فمنذ بداية توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله - إلى أبنائه القادة عبر العهود لم تزل المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين إلى يومنا هذا .
ومما من الله تعالى على قيادة المملكة العربية السعودية الاهتمام الكبير الذي توليه نحو استقدام أبناء المسلمين من أنحاء العالم إلى جامعات المملكة العربية السعودية للدراسة فيها مجاناً بكافة التخصصات المختلفة وليعودوا إلى بلدانهم دعاة خير وإصلاح .
ومن بين تلك الجامعات ( الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة )والتي تم افتتاحها على يد الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمهما الله - في 25 من ربيع الأول 1381هـ الموافق 6 من سبتمبر 1962م .
وبفضل الله كنت من بين طلبة جزرالقمر الذين من الله عليهم بالدراسة فيها من 1982-1992م بالمراحل التعليمية من المتوسطة إلى الثانوية ثم إلى الجامعية .
فمنذ أن وطأت قدماي إلى أرض المدينة المنورة رأيت أن العيش فيها من أعظم الأمنيات وأكثرها أهمية في حياة الإنسان، حيث الصلاة في المسجد النبوي (خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام فإنه بمائة ألف صلاة ) إضافة إلى تلقي العلم من ينابيعه الصافية .
وجدت نفسي من بين أبناء العالم كأننا من بلد واحد ، غرف تم تسكين الطلبة فيها من جنسيات مختلفة ليتم التعارف والتعاون بين الطلبة ، وهو أمر جعل الكثير منهم حتى بعد التخرج بقيت الصلة القوية فيما بينهم من مراسلات وزيارات في مختلف بلدانهم .
وليس الطلبة السعوديون بعيدين عن ذلك، فهم في تعاملهم مع الوافدين بالمحبة والاحترام المتبادل طيلة السنوات الدراسية في القاعات الدراسية وفي المناسبات الجامعية بل في منازلهم .
وبمرور الأيام والأزمان تختلف الأمور ، ومن بينها تغير الفصول السنوية ، فجاء شهر رمضان المبارك مع فصل الصيف وأنا في المرحلة الثانوية 1987م .
وتلك الفترة -رغم شدة الحرارة المرتفعة- في المدينة المنورة لم نكن نشعر بذلك نظراً لروحانية صلاة التراويح في المسجد النبوي الشريف ، ويأتي ذلك بعد تناولنا لوجبة الإفطار داخل المطعم الجامعي بواسطة حافلات الجامعة يتم نقلنا إلى المسجد النبوي لأداء صلاة التراويح.
وإن قلت أننا لم نكن نشعر بشدة الحرارة الشديدة لايمنع ذلك من أن القيام من النوم للذهاب إلى الفصول بعد العاشرة صباحا لم يكن أمره سهلا ، وذلك أننا لم نتعود بعد صلاة الصبح أن ننام إلا في الخميس والجمعة لعدم الدراسة في اليومين ، ولكن مع رمضان تغيرت الأحوال فنبقى بعد التراويح والمذاكرات منتظرين لتناول السحور فتأتي صلاة الفجر وبعدها يتم النوم مباشرة إلى العاشرة صباحاً للذهاب إلى فصول الدراسة ، حيث أوقات الدراسة كانت قصيرة نظرا لكثرة الحرارة في أيام رمضان .
للحديث بقية .
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي. بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا