الإعتناء بالقرآن الكريم تلاوة وحفظاً وتعليما مطلب إسلامي عظيم ، وهو دليل على أهمية تحقيق العبودية لله، وذلك أن العبادة لاتتحقق إلا بالعودة إلى الكتاب والسنة.
لقد فهم سلفنا الصالح واجبهم نحو خدمة دينهم فبرز فيهم المفسرون والقراء كلهم في خدمة القرآن الكريم ، فتكونت حلقات القرآن في المساجد ،ووصل الأمر إلى إنشاء الكتاتيب لتدريس القرآن فيها ليكون الناشئ على بينة من القرآن الكريم .
ولما كانت المملكة العربية السعودية مهبط الوحي ومنبع الرسالة وقبلة المسلمين جميعا عبر تاريخها العظيم أدركت واجبها الإسلامي في تبليغ رسالة الإسلام اهتمت بالقرآن الكريم طباعة ودراسة وحفظاً وفهما، وهو أمر يشهده الجميع ، فالمسابقات القرآنية الدولية على أرضها الطاهرة المباركة بملوكها الأخيار تمت إقامتها ، و إكبر دليل على ذلك مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة ،ذلك المصحف الذي تم ترجمته إلى لغات العالم من خلال علماء متخصصين أكفاء لتلك اللغات .
ولم يبق للسعودية طباعة المصحف فقط دون غيرها، بل جعلت ضمن هيئاتها الرسمية هيئات خاصة للقرآن الكريم ، واهمها الهيئة العالمية العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة تحت إشراف رابطة العالم الاسلامي، وفي تاريخها الطويل نجد أن من أقدم الإذاعات فيها ( إذاعة القرآن الكريم بالرياض) والتي تبث برامجها على مدار الساعة ، مابين حلقات ومحاضرات ودروس وتلاوات ، أو إعادة لما تم بثه بأوقات مدروسة ومرتبة بعناية .
ونحن في هذا العهد الميمون مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان-حفظهما الله- بلغ العمل الإسلامي الوسطي إلى حد كبير من العناية والرعاية الكريمة بفضل الله ثم بجهود القيادة الحكيمة الرشيدة التي تشعر بالفخر والاعتزاز خدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان بل الإنسانية جمعاء .
وهذا العمل الإسلامي العظيم تحقيقه لابد من وجود الأكفاء الذين هم في ميدان العلم والمعرفة فكان في مقدمتهم معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله .
استطاع -معاليه - بجهوده العلمية وخبرته الكبيرة أن يتحمل مسؤولية إيصال رسالة المملكة العربية السعودية إلى العالم، فقام -حفظه الله- خير قيام برعاية مؤتمرات وندوات علمية وثقافية وفكرية دولية ، وإقامة مسابقات دولية للقرأن الكريم ، وزيارات عالمية لمختلف الدول لتقريب وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد إلى شقيقاتها في مختلف دول العالم.
وها نحن اليوم نراه وهو يرعى مسابقة القرآن الكريم الدولية 33 في تنزانيا بالعاصمة دار السلام والتي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمشاركة 25 دولة حول العالم ، ولتكون المسابقة رسالة واضحة للجميع على أن القيادة السعودية جهودها الإسلامية عالمية ، وهذا شرف عظيم لها في خدمتها للقرأن العظيم.
ومما يلفت الانتباه إلى مكانة المملكة العربية السعودية في نفوس المسلمين أن المملكة استطاعت أن تعتني بالقرآن الكريم من خلال حكمة سياستها المعتدلة والقائمة على أسس ومبادئ سليمة كلها في خدمة الإنسانية أن التصفية النهائية كانت في ملعب دار السلام بحضور فخامة رئيسة جمهورية تنزانيا الدكتورة سامية صولحو حسن ، ودولة رئيس الوزراء السيد قاسم ماجيلو وعدد كبير من الوزراء وسماحة مفتي تنزانيا المتحدة ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ الدكتور أبوبكر بن الزبير بن علي .
وفي توزيع الجوائز تفضل معالي الدكتور الشيخ عواد بن سبتي العنزي وكيل وزارة الشؤون الإسلامية- حفظه الله - بإلقاء كلمة المملكة العربية السعودية نيابة عن معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور الشيخ عبد اللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله .
ومما يؤكد لنا دور المملكة العربية السعودية في دعم العمل الإسلامي أن إمام وخطيب المسجد المسجد النبوي الدكتور عبدالله البعيجان تفضل بالمشاركة في تنظيم المسابقة وذلك ضمن برنامج زيارات أئمة الحرمين الشريفين للعالم .
ولا ننسى أن تلك الجوائز التي نالها المتفوقون والمتفوقات جاءت لتؤكد لنا أن المملكة العربية السعودية ستظل وفية كل الوفاء لخدمة القرأن العظيم روحياً ومادياً تحت ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا .