مهما كانت المشاغل والمسؤوليات وهموم الحياة العملية واليومية تشغل غالب وقتنا وتقتحم مساحة لا يُستهان بها من تفكيرنا ، إلا أنه تبقى هناك مساحة واسعة أخرى لا يزاحمها أيُّ هموم ، تبدو كالواحة الخضراء في أطراف صحراء وجفاف الحياة ، هذه المساحة الشاسعة تطغى دائماً على كل محاولات النسيان بداخلنا ، وكأنها حديقة قلوبنا التي تفوح بالحب والحنين لمن فارق دنيانا من أحبابنا .
وهاهي الذكرى الخامسة لرحيل أمي فاطمه التي لم يبقى لي من ذكراها إلا هذه الواحة الخضراء الغنَّاء .
أمي أنتِ كنتِ جنتي وربيعي ، وكنتِ حرارة قلبي وشمسه ، وكنتِ سكينتي وسكني ورفيقة روحي ، كنتِ الملاذ الآمن الذي آوي إليه إن عصفتْ بيَّ الأيام ، وكنتِ لي مخزن المشاعر الذي أرشفُ منه الحنان والحب والشوق والاشتياق ، كنتِ أمي وأختي كنتِ عائلتي ، أجمل لحظات عمري وأحلاها عندما كنتِ بجانبي وكانت الحياة تنبض بوجودك بحياتي ، كنتِ المدد الذي لا ينقطع للأمل والهمَّة ولا يوجد في كتاب حياتك وطبعك شيئاً اسمه اليأس ، وكنت الجبل العظيم الذي أستند إليه واستمدُّ منه القوة ، وكنتِ المنهل العذب والينبوع الذي لا ينقطع من ماء الحياة والحب يا وفاء المحبة وإخلاص المحبة وصدق المحبة ولأنَّ الحب هو سرِّ الوجود فقد وهبه الله تعالى لقلة من عباده وأنتِ منهم.
رحم الله أماً عظيمة مثلك ،ودعائي لك موصول بعبادتي لا ينفك لساني يلهج بالدعاء لك ماحييت .
بقلم 🖋️ البتول جمال التركي