قد يبدو في مخارج حروفنا بعض التناقضات، ليست تزَعْزُعًا في مبادئنا إنما كثرة الدروس التي فتحنا لها أكُفْنا فآلمتنا،
كل رأيٍ منفردٌ بذاته وِفق ما رأى وما سمع، كل رأيٍ متعصبٌ لمرجعه وقِيمه ومِقْعده، كل رأي له مجتمع زرع فيه قناعته فأثمرت حُجّة بالية لا أساس لها من المنطق.
وإن تزعزعت مبادئنا فليس بتلك المصيبة التي اخترقت ثقبًا في السماء، ما هي إلا علم التكيف مع الأعوام والأقوام والطبيعة.
وحتى لو أننا وقفنا دفاعًا عنها مكبلين بأغلال العادات والتقاليد، ليأتي زمهرير الشتاء يسلخ جلودنًا تأديبًا وتهذيبًا لعنادنا المتقد.
دعوني أخطئ أو ربا أصيب وأغيّر قناعاتي والقليل من المبادئ التي بَلِيَتْ مع خيوط الزمان مُواكبةً للتغيير، عرّجت عليها عوامل التعرّي التي نحتت صخرًا صلدًا غيّر معالم الطريق.
حتمًا سأتعلم حين أتكلم، حين أنخرط مع أشداء الفترة، حين تسهل الحياة وتصبح مكانًا أنسب للآدمية الراقية.
أما سمعت ذات أسطورة أن شخصًا قتله عناده!؟ يعلم أنه أخطأ حين تمسّك بقناعة مفادها " إلى عذابٍ دائم كالنار يأكلها الهشيم"