-التيارات: جمع تيار: ويطلق على معان عدة منها:
1- موج البحر القوي، أو شدة جريان الماء.
2- التيار من الخيل الذي يضرب في عدوه.
3- التيار الكهربائي في الأجسام أو في الهواء.
4- التيار الفكري: الحركة الفكرية ذات الاتجاه المعين، أي: اتجاه فكري أو أدبي أو سياسي ونحوه، وهو ما يطلق على المذهب.
ويطلق عليه تيار؛ لأنه يستشري أمره بسرعة بين الناس.
ويطلق عليه أحياناً الاتجاهات الفكرية، أو التيارات الفكرية، بديلاً عن المذاهب الفكرية، ولفظي الاتجاه والتيار متقاربان، وهما من الألفاظ التي يشيع استخدامهما في الدراسات النفسية، والاجتماعية، والسياسية؛ إذ يعرف الاتجاه: بأنه: "ميل أو تأهب نفسي مكتسب، يتميز بالثبات النسبي؛ يوجه مشاعر الفرد وسلوكه". والمذهب: "المعتقد الذي يُذهب إليه". وقيل:"هو الطريقة والمعتقد الذي يُذهب إليه، يقال: ذهب مذهباً حسناً، ويقال: ما يدري له مذهب". وقيل: المذهب: "مجموعة من الآراء والأفكار حول موضوع معين ارتبط بعضها ببعض، بشكل يجعل منها وحدة متسقة".
-الفكرية: الفكر لغة: "التأمل، والاسم (الفِكرُ)و(الفِكرةُ) والمصدر(الفَكرُ)". "وهو إعمال الخاطر في الشيء". ويقال: ليس لي في هذا الأمر فكر أي ليس لي فيه حاجة. ويقال: تفكر: إذا ردد قلبه معتبراً. ورجل فكير: كثير الفكر.
وقد نسبت التيارات الفكرية أو المذاهب الفكرية إلى الفكر لأنها جاءت من ذلك المصدر وهو الفكر أي أنها لم تستند في وجودها على الوحي الإلهي.
فالمقصود بالتيارات الفكرية: "مجموعة المفاهيم والاتجاهات والأقوال التي أفرزها العقل البشري بعيداً عن الوحي الإلهي بهدف إعادة البناء الاجتماعي للفرد والمجتمع من خلال رؤية العقل المحدود وبعيداً عن الوحي المعصوم".
"وقد تحولت هذه التيارات مع الزمن إلى معتقدات يُذهب إليها وتُوجه الشعوب إلى الإيمان بها والسير على معطياتها حتى تعددت بتعدد معطياتها الأمر الذي ترتب عليه أن أصبح لكل مذهب أو اتجاه من هذه الاتجاهات رأيه عن الكون والحياة والإنسان والإله والقيم".
-المنحرفة: الانحراف في اللغة يعرف بأنه "أصل كلماته: الحاء والراء والفاء ومن معانيه: حد الشيء، والعدول، وتقدير الشيء، والانحراف عن الشيء، يقال: انحرف عنه ينحرف انحرافاً، وحرفته أنا عنه أي عدلت به عنه، وكتحريف الكلام وهو عدله عنه جهته، يقول الله سبحانه وتعالى: (مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ)".
والانحراف الفكري:"هو الميل إلى غير الحق في أصول الدين فيما ينتجه عقل الإنسان من رأي". وقيل:"هو العدول عن الحق في أصول الدين وقضاياه الكبرى وثوابته ومبادئه الأساسية، فكل تفكير خاطيء فيه ميل عن الحق هو انحراف فكري".
فالانحرافات الفكرية تطلق على الميل والزيغ في عالم الفكر وتتصل بذلك الميل في عالم الفعل والتصرف؛ للارتباط في الفكر والسلوك كما هو مقرر في علم السلوك والنفس وحقائق الدين والفطرة ومسلمات الواقع والحس.
ولقد وصفت التيارات الفكرية بالمنحرفة بسب الميل إلى غير الحق في أصول الدين وقضاياه الكبرى وثوابته ومبادئه الأساسية فيما أنتجه عقل الإنسان من رأي مثل تيار العقلانية والعصرانية والعلمانية والليبرالية والوجودية والرأسمالية والاشتراكية والقومية والماسونية والصهيونية والشيوعية والالحاد والتشيع والتصوف....وغيرها.
/ باحث دكتوراه في الدراسات الإسلامية المعاصرة