الحياة افراح وأتراح نأتي إليها أطفالا ثم شبيبة ثم يطوينا العدم،وبرغم تغيراتها، الأجمل في هذه الحياة تذكر وأنت تزرع وتغرس لا تنتظر او تتوقع ان تجلس تحت ظل ما زرعت، واحرص على اخذ الأجر حتى آخر يوم في عمرك لأنه قد تصيبك الأتراح وتنسى الافراح التي تقدمها لأخرتك.
إذاً وبناءً على هذا يضبط الشخص السويُّ مشاعره ومواقفَه تجاه الحزن والفرح، فيلتزم رضا الله تبارك وتعالى، ويبتعد عما يُسخطه، ويحاول جاهدًا أن يزن عواطفَه بالميزان السليم عند تقلبه بالأفراح والأتراح ، فلا يغالي في فرحه أو حزنه، ولا ينحرف بهما عن طريق الله المستقيم، وتصديقاً لمقالي، عندما أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلم المتوازن في فرحه وحزنه، ووصَف أمرَه بالخير كله: (عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابتْه سرَّاءُ شكَر، فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضرَّاءُ صبَر، فكان خيرًا له)
ومن فجأة الأتراح، من المعروف أن تكون معها صدمة منها العاطفية فيكون لها آلام عميقة وحادة، خصوصاً أن وقوعها يكون غير متوقع، كما أن الشخص لا يكون مستعداً لها، وفي نفس الوقت لا يستطيع القيام بأي شيء يمنع حدوث ما حدث، فلذلك، أن وجود علاقات متينة في حياتنا قد يجعلنا ندرك أننا لانزال محبوبين و أن الصدمة لم تدمر كل شيء و هناك ما ينبغي أن نقدره في هذه الحياة، ألا و هو حب الناس لنا.
وكن متفائلا مؤمناً أن الغد سيكون أفضل و ليكن هذا من قوة شخصيتك، لتتقبل عثرات الحياة و تقلباتها و تدرك أن الافراح والأتراح مهما عصفت بنا ليست مستمره وبإذن الله تعالى كل مر سيمر، وأن حلاوتها ممزوجة بمرارةٍ، وراحتها ممزوجةٌ بعناءِ.
ياقلبي اسمعني وافهمني وتعلم من الحياة
ترى يوم تسايرك وتودك وتغليك
ويوم تكون ضدك وما تداريك
على قدر ما نفرح نزعل
دمعة تذرف من أعيننا
نتمنى من يمسحها ويداويها
وأخيراً، في مثل هذه الظروف لا توجد طريقة أفضل من الرضا والقبول، وعدم إرهاق النفس بالحزن أو الندم، ولكن الرضا بقسمة الله وتذكر قوله تعالى "وعسى أن تكرهوا شيئاً، وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".
همسة
أيها الشاكي وما بك داء
كن جميلا ترى الوجود جميلا
أحكم الناس في الحياة أُناس
عللوها فأحسنوا التعليلا