أتمنى أن يرتفع سقف الثقافة لدينا حتى يشعر كل فرد في هذا المجتمع أنه رقيب على نفسه ومسؤول عن تصرفاته وأن عليه المحافظة على مجتمعه الصغير لأنه جزء لا يتجزأ من منظومة المجتمع الكبير وأن إرتكابه لأي خطأ يدل على تدني مستوى الثقافة لديه.
حينها سيتولد لديه طاقة ايجابيه تمنعه من ارتكاب الأخطاء المتعمده إبتداءً من رمي المخلفات من نافذة السيارة وانتهاءً بجميع المخالفات أياً كانت مرورية أو اجتماعية وحينها أيضاً لا نحتاج لتطبيق عقوبات رادعة مادية أو معنوية .
صحيح ان هناك بعض الفئات لايجدي معهم سوى استخدام العقوبات لكنهم ثُلة قليلة مقارنة بما ننعم به من نهضة نوعية وثقافة عالية في جميع المجالات .
وتبقى العقوبات جزاءً رادعاً لمن إذا أمن العقوبة أساء الأدب،ولذلك لابد أن يتولد لدينا حس ثقافي راقي عنوانه (حب الوطن من الإيمان ) ودفاعنا عنه لا يقتصر على حراسة حدوده وتوطيد دعائم الأمن فيه بل يتجاوز ذلك الى بناء الإنسان وتنمية المكان ولن يتحقق الا بزيادة الوعي لدى الجميع والبعد كل البعد عن كل ما يعكر صفو المواطنين والمقيمين والزائرين من تصرفات خادشة للحياء ومخالفة للذوق العام .
ومن هذا المنطلق فإن الرقابة الذاتية ستكون رافداً مهماً لبناء الوطن والمحافظة على ثرواته وإيثاره على كل نفس ونفيس بعيداً عن الخوف من العقوبة والقلق من الرادع .
ومن المؤكد أن تراكم العقوبات وخاصة المالية منها يؤدي الى تبلد الإحساس وعدم الإكتراث بالمخالفات وإرتكاب المزيد منها ولهذا فمن الأفضل الإهتمام بالتحفيز والتشجيع ومكافأة المتميزين في المحافظة على نظافة البيئة والذوق العام من قبل أمانات المناطق ضمن مهرجانات سنوية يتخللها تكريم للمتميزين في مجال الإهتمام بالبيئة وما يساهم في جودة الحياة .
عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي ومستشار أمني