تمنح المدارس المهام التعليمية والتربوية منذ المراحل العمرية المبكرة مندُ أن دخلناها أطفالاً وخرجنا منها في عزّ الشباب مما جعلها تلعب دوراً رئيساً في غرس ثقافة القراءة لدى الجيل القديم والذي تعاقبه وجعلها عادة ملازمة له فتركت أثراً إيجابي على سلوكنا كطالبات حتى وصل الصدى إلى أفكارنا والاهتمامات مُنحنا هذا الاهتمام أشكالاً مختلفة كمسابقات قرائية ومبادرات وأنشطة عشناها داخل جدران المدارس بكل مراحلها إعلاءً لقيمة القراءة في النفوس وجعلها أسلوب حياة فالقراءة أساس التعليم والمعرفة والثقافة فهي تتيح للبشرية على اختلاف مستوياتهم الدراسية تنمية مهاراتهم وقدراتهم وبالتالي يصبحون أكثر قدرة ومعرفة على فهم العالم والتواصل معه بسهولة ووعي اليوم في ظل دوامة التكنولوجيا وتداخل المفاهيم وهبوط بعض القيم يعود الدور الكبير ليُلقى على عاتق المؤسسات التعليمية مرة أخرى في ترغيب القراءة عبر اتباع أساليب مبتكرة ومسابقات وعرض كتب مفيدة على التلاميذ حتى تعود لتنشأ العلاقة متينة بينهم وبين عوالم الكتب الممتعة ولنغرس فيهم مرة ومرات أن القراءة أساس نهضة أي أمة ومايدعوهم للفخر أن نهضة العالم اليوم قامت على علوم ومعارف المسلمين وإنجازاتهم العلمية قبل آلاف السنين فكتبوا في الفلسفة وابحرو في علوم الرياضيات والكيمياء وتفننو في الطب والهندسة أعلام لن يمحوها الزمن مثل ابن سينا ، ابن رشد ، الفارابي ، وابن خلدون والخوارزمي وغيرهم الكثير فالمقام لايتسع لسرد الجميع ، دعونا في المؤسسات التعليمية نعود لنشجيع الجيل على اختيار ما يقرؤونه وتخصيص حصص للقراءة المفتوحة ومناقشة محتويات بعض الكتب بشكل جماعي بين الطلاب والمدرسين فهذا مما يحفز الطلاب على اقتناء الكتب وعمل مكتبات منزلية خاصة بهم ومنحهم الهدايا التذكارية والدروع وشهادات التكريم كل هذه الأمور البسيطة تدخل السرور والتحفيز على نفوس الطلاب وتضمن لنا أجيالاً تعود لتتفوق علمياً ، ثقو تماماً أن المدرسة دورها يتقدم على البيت لاعتبارات اجتماعية فكلانا يعلم أننا لم نضع حب الاطلاع والقراءة في خطة التربية أو جزء من العادات المنزلية والسلوكية لأننا نعيش في ظل ثقافة مجملها الاستهلاك والترف وازدياد رقعة الفراغ والمكوث الطويل في برامج التواصل الاجتماعي وإن كانت هناك حالات فهي خاصة تتميز بها بيوت وأسر حينما نسمع بها نراها في نظرنا أسر نموذجية ، دعونا نتحرر من المفهوم التعليمي التقليدي الذي لازم الاجيال لسنوات افتحو المجال والافق لإدخال استراتيجيات جديدة وحديثة نضع القراءة ومطالعة الكتب في قمة الهرم الزمن يتسارع ولانريد أن نكمل المسير ونحن ملتزمين بالمفهوم التعليمي التقليدي الذي ينحصر فيه تفكير الطفل أن المدرسة للتلقين فقط ويراها روتين يومي يتمنى أن يقضيه ويعود ليمارس حياته ، رسالتي لكل من يعمل في الكادر التعليمي علموا أطفالنا حب القراءة منذ الصغر قبل أن تغزو عقولهم الاتكالية بتلقي المعلومة لانريد أن ينشأ جيل جديد سطحي كل همه المظاهر ، الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو كان يقول لم يصيبني حزن ما إلَّا وانتشلتني منه القراءة أثق تماماً أن من يقرأ منذُ صغره عندما يقرأ مع الايام لن يكون نفس الشخص قبل قراءته سينمو فكره ويتطور عقله لأنها تزيد معرفته عمقا . من منا لايتذكر مقولة نجيب محفوظ وهو يعاتب نفسه بعد أن أصاب عينيه عارض صحي بسبب تقدم سنّه حينما قال إن أكبر هزيمة في حياتي هي حرماني من متعة القراءة بعد ضعف نظري ، لذلك أيها المعلمين والمعلمات حفزو النشأ لأن يقرأ بكل ما أوتي من قوة فسيأتي عليه زمان يُحال بينهم وبين القراءة وربما قد أتى .