القوة الناعمة والسمعة الجيدة لبلد ما، له اثر اقتصادي على المدى البعيد حيث انه يجذب اموال المستثمرين، السياح، والكفاءات، لذلك نرى اليوم صراعات الدول والمنظمات الدولية لخلق بيئة متزنة اقتصادية مستدامة، جعلت الدول اليوم تشبه الشركات في ممارساتها، فهي مطالبة بناتج محلي يضمن لها جودة حياة شعوبها، ومساهمات انسانية تضمن استدامة البشرية بغض النظر عن حدودها الجغرافية.
حتى وقت قريب كان مفهوم "السمعة" يطبق اساساً على الشركات لا البلدان، ولكن في الوقت الراهن باتت ادارة السمعة بمفهومها الاستراتيجي ضرورة، لذلك حرصت رؤية المملكة على ترتيب الاوراق، والاولويات المحلية والدولية في كل القطاعات، وقياس وضعها وتحديد نقاط قواها وضعفها، لتحديث استراتيجياتها بما يليق بمكانتها، وتوسيع قائمة ادوات السياسة الخارجية لتشمل توظيف بعض الادوات والفواعل المحلية، وتعزيز فرصها في المنافسة، والتفرد العالمي في منتجاتها اللتي تصدرها للعالم سواء منتجات او تجارب حية على ارضها او من خلال ثقافتها.
وتعتبر الرياضة والترفية من اعظم ادوات القوة الناعمة، من اجل ذلك سعت المملكة على استضافة الالعاب الرياضية والحفلات العالمية، وتسهم الرياضة والترفيه في ابراز صورة وهوية الدولة على الساحة العالمية حيث تنجح الاحداث الرياضية والترفيهية الضخمة في جذب انتباه ملايين الاشخاص فضلاً على انها تعد منصة مثالية لتسليط الضوء على الدولة، وتساعد على ثقافة التعايش من خلال توظيف الفعاليات لترسيخ قيم الانفتاح وقبول الاخر داخلياً، والترويج خارجياً كمجتمع منفتح ومتحضر، اضافة الى المكاسب الاقتصادية، وتعزيز مكانة الدولة وابراز قدراتها المادية والمعنوية، بالاضافة الى ابراز جمالياتها، وكل هذا من اجل تعظيم القيمة المشتركة بين الامم لنبني اسس افضل، مدن اجمل، مجتمع ذو جذور اعمق.