أقام ملتقى سيدات الفكر حوار مع مشرفة العلاقات العامة في الملتقى الكاتبة والإعلامية إيمان بـدوي ،
فجاء الحوار بين الكلمة الرقيقة و العذوبة المنسابة ، حوار تألقت فيه الإعلامية إيمان ، فهي تملك فكر واعي مثقف مضت به في دروب الإعلام حتى أن حاورت عدد من الدبلوماسيين والإعلاميين و الشعراء و الأدباء و الأطباء ، نالت لقب صحفية متميزة من مهرجان المرأة العربية للإبداع ، كما صدرت لها مؤلفات أدبية أودعت بين طياتها إحساس جميل لامس قلب القارئ إلى حد النبض .
•• في البداية كيف تحبين أن تقدمي نفسك للقارئ ؟
أم لريمٍ رامها القلب ، و كاتبة تدرك بأن الكتابة بالنسبة لها هي الماء و الهواء ! و إعلامية توقن أنها من أصحاب جلالة السلطة الرابعة و أن بين يديها كنز لا يُقدر بثمن ..
•• ما الذي منحك إياه الإعلام ؟
منحني الضوء و الإحساس بالقوة و عِظم المسؤولية . كما منحني الإعلام طلقة إما أن أطلقها فتصيب الهدف أو أن تطيش فتصيب آخرين في مقتل و تغتال أمة بحالها ، و أنا طلقتي دائما صائبة بإذن الله، هُنا تكمن أهمية إعداد الرسالة و المرسل .
•• ما رأيك في دور الإعلام السعودي و هل قام بدوره على أكمل وجه ؟
مؤخرا في أزمة كورونا كان لإعلامنا دور إيجابي لايستهان به ، عامة أرى أن الإعلام السعودي مؤثر جدا في المشهد العربي والدولي ، وتمكن بفضل الكوادر والأخذ بأسباب التطور الفني من تقديم صورة مشرفة للداخل السعودي وتمتين جدار الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية وشرح الأهداف والمرامي والدفاع عنها ، وتمكن عندما تعرضت المملكة للهجوم من الخارج بسبب أحداث 11 سبتمبر وما تبع ذلك من تحركات للقاعدة وداعش أن يلعب دوره الحيوي والهام في صد ومواجهة ذلك والعمل مع الدولة جنبا إلى جنب لافشال المخطط الذي استهدف المملكة ونجح بشهادة الجميع .
•• حصلتِ على لقب صحفية متميزة لعام 2019
ماهي قصة ذلك اللقب ؟
تفاجأت باتصال من إدارة مهرجان المرأة العربية للإبداع حيث أخبروني بأنه تم اختياري لنيل لقب صحفية متميزة لعام 2019 بناءا على جهد متواصل في مضمار الصحافة من خلال تقارير قيمة وحوارات مع أصحاب الرأي و مع العديد من الشخصيات المرموقة ، و لا أخفيكِ هذا التكريم حلّق بي إلى أقصى سماءات السعادة فليس هناك أجمل من أن نقطف ثمار نجاحاتنا .
•• كيف تغذين إبداعك الصحفي ؟
بالمثابرة أولًا ، ثم التأمل في كل شيء ! إعمال خاصية التذوق التي هي أول بوابات المعرفة فإن لم تكوني في حالة حوار وتأمل فيما حولك فلا يمكن التقدم من النقطة التي تقفين عليها .
•• حاورت عدة شخصيات مؤثرة ومرموقة ماهو أكثر حوار لازال عالقاً بذهنك .. ولماذا ؟
أولًا دعيني أقول أني تشرفت بجميع من حاورت و كنت حين أحاور ضيوفي أشعر و كأنني لا أفتح لهم فقط صفحات المجلة ليتحدثوا بل أفتح لهم قلبي و مدارك عقلي .. كنت أستمتع كثيرًا بأحاديثهم و أستشعرها ،
و لعل هذا قد يكون أحد الأسباب في امتداد علاقتي ببعضهم و تحولها من علاقة عابرة إلى صداقة جميلة ، من الحوارات التي لازالت عالقة بذهني حواري مع الشيخة و الشاعرة سعاد الصباح و ذلك لأني كنت أعشق شعرها منذ أن بدأت القراءة و كنت أرى حولها و حول كلماتها هالات كبيرة لا تسمح لكل من يود محاورتها أن يصل لها و لكن إصراري على مداعبة شعرها و روحها عن قرب لم يهدأ حتى أن وصلت لها فقد كنت أسمي حواري معها بـ ( الحوار الحلم ) و مما لا يخفى على الجميع فهي تنطق درر ليس حروف لذا فقد أمتعتني حقا بما جادت لي به و قد مضت بي في ميادين الشعر و السياسة ، أيضا من الحوارات التي أتذكرها دائما حواري مع الرئيس الأعلى لهيئة المرأة العربية و سفيرة السلام للطفولة و النشء من الأمم المتحدة سمو الأميرة دعاء بنت محمد و ذلك لأنها امرأة غير اعتيادية تلفت الانتباه بثقافتها و لباقتها ، متوهجة جدا فهي جوهرة ثمينة على أقل تقدير ، أذكر بأني حين التقيت بها لأول مرة شعرت بأن ثمة طاقة إيجابية تحيطني من كل حدب و صوب ، هكذا كان أثرها عليّ !
•• في حياة الإنسان عدة مراحل ، كل مرحلة لها مميزاتها ، فمالمرحلة الأقرب إلى قلبك ؟
مررت بالعديد من المراحل و لكن من أجمل تلك المراحل مرحلة انضمامي لملتقى سيدات الفكر كمشرفة لقسم العلاقات العامة ، هذا الملتقى الفكري الأنيق الذي يسعى لتعزيز الثقافة في المجتمع ، وجدت نفسي في أهدافه و تطلعاته و سعيدة جدا بجميع أعضاء الملتقى و أفخر بهن جميعهن دون استثناء ، و أشكر رئيس مجلس إدارة الملتقى سمو الأميرة هند بنت عبدالرحمن آل سعود و مؤسس الملتقى الأستاذة الغالية العنود العتيبي و الأستاذة الرائعة حصة القحطاني لما يقدمن من عطاء وارف و عظيم . و من هذا المنبر أبعث لهن أرق التحايا و أعذبها .
•• ماذا أضاف لك ملتقى سيدات الفكر ؟
الملتقى أضاف لي الشيء الكثير ، فهو أشبه بأكاديمية تضم بين جناحيها العديد من التخصصات و العلوم المعرفية ، فقد نهلت من بحره دون أن أثمل و لازلت أرتوي منه .. فالملتقى بيئة خصبة تساعد على النجاح خاصة و أن أعضاءه سيدات ملهمات و ناجحات ، و أنا أؤمن جدا بمقولة ( خالط الناجحين حتى تنجح ) ..
•• شاركتِ في مسابقة ( مواهب في حب الوطن ) التي أطلقتها وزارة الإعلام ، حدثينا عن تلك المشاركة ؟
على الرغم من أن الكثير أخبروني بأن ثمة أسلوب قصصي يطغى على بعض مقالاتي إلا أني لم أكترث لذلك مطلقا ، لم أر نفسي يوم في دور القاصة و لم أفكر في لحظة بأن أكتب قصة ما ! و حين رأيت إعلان المسابقة قادتني رغبة جامحة لخوض التجربة و المضي في مسار القصص و لله الحمد نجحت التجربة و حققت مشاركتي المركز الثاني .. كان عنوان القصة الفائزة ( شروق في سماء الوطن ) و صدقًا عشت مع ذلك الفوز حالة شروق لم تأفل يوما .
•• صدر لك كتابين أيهما أثر بك أكثر .. ولماذا؟
حين تسألي كاتبة أي كتبك الأحب إليك أو أيها أثر بك أكثر ، و كأنكِ تسأليها عن عاطفتها تجاه أبناءها ، أحبهما بذات الدرجة و أشعر أن تأثيرهما على شخصيتي و تكويني الفكري كان و لازال قوي جدا .. على الرغم من تفاوت مراحل النضج بينهما . فالحب و مرفأ آخر قادني لمرافئ رست عليها روحي بخشوع راهبة تداعت صلواتها ، و ترانيم قلبي أرقص كلماتي على موسيقاه كحلم ظل يراقص الواقع دون أن يستسلم لمثبطات العزم و عقبات الطريق .
•• من ساندك في مشوارك ؟ وماذا تقولين له ؟
أمي .. ساندتني بعلمها و ( بنحوها و صرفها ) فقد عشقت اللغة العربية منها ، و قد ورثت عنها حب القراءة و الاطلاع و بلا شك أثمر ذلك في تعزيز أدواتي الصحفية و موهبتي الأدبية ، أمي ساندتني بقلبها الثابت الذي لم يهتز يوما فقد كانت لي الأب و الأم و هيأت لي من رقي اسمها ( رقية ) بيئة راقية و ملهمة .. أسأل الله أن يحفظ لي والدتي و جميع الأمهات و يرحم من وافتهن الأقدار ..
•• هل لديك رسالة أو كلمة تودين توجيهها لشخص
أو جهة ما ؟
رسالتي لكل من منحني وقته ليقرأ هذا الحوار :
شكرا لك ، فقد أسعدتني .