كم هو قاس ذلك الحزن بفراق أخي سليمان؟!
بل إن الأحزان اجتمعت كلها بفراقه!! وكم تقاس الروح ألماً؟!
فلم تطيق استيعاب فراقه!!
و كم هي مؤلمة لوعة الفؤاد وحرقته؟!
فاللهم ارحم من أغلق عيناه ورحل.
أبا بدر ..
لم ألحظ مكاناً مشرفاً إلا وأنت فيه! ولم أشهد ميداناً للعز إلا وأنت فارسه! ولم أر فعلاً جميلاً إلا وحزت فيه قصب السبق!!
ولم أر فعل خير إلا وأنت السابق إليه!!
وبذاك مع هذا اكتملت معادلة حبك وقبولك في قلوب البشر، فما نعلم من نعزي فيك؟
هل نعزي الأدب؟ أم نعزي العلم؟ أم نعزي الحكمة؟ ولقد حفظنا وصيتك بالصبر عند الصدمة الأولى، بل قد رسمت لنا طريق الصبر بكل دقة، ولكن صوتنا تعثر بغصة، وخانتنا أعيننا بدمعة، وبتنا نذوق طعم المرارة قسرا، لقد أوجع قلوبنا ألمك، ثم أدمى قلوبنا رحيلك.
أخي .. أبي .. صديقي .. رحلت قبل أن نرد لك جميل، أو نرتب لك عبارة شكر، رحلت عنا ولم ترحل منا، رحلت وتركت نفوسا أنهكها الشوق لك، فقد اتسع قلبك العامر لهم أزمانا، وكنت مصدر سعادتهم، والحضن الدافئ لهم، بل كان زوال همومهم لقياك، ومنتهى سعادتهم جلوسهم معك، فانعم بك من صديق وفي، وأخ مخلص، وأب حنون، وسلام على هامتك المرموقة، وسلام على لسانك البليغ، وسلام على روحك الطاهرة التي صعدت إلى بارئها ولم يعد بيننا وبينها إلا الدعاء.
اللهم شفع فيه صلاته وصيامه، وأدخله في رحمتك وعفوك، اللهم كما احتوانا بحنانه فاحتوه بجنانك، اللهم صب عليه الأجر صبا، اللهم أدخله الجنة بغير حساب، اللهم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين واجبر مصابنا فيه.
إنا لله وإنا اليه راجعون.
2 comments
2 pings
فايز
13/08/2020 at 10:47 ص[3] Link to this comment
بارك الله في يراعك أبا يزن
سعيد بن شاهر
14/08/2020 at 1:35 م[3] Link to this comment
عظم الله اجركم اخي محمد نسال الله ان يتجاوز عنه وان يجعل مثواه الفردوس الاعلى . انا لله وانا اليه راجعون