(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
إذا خاطبك طالبٌ ليشكوا معلمًا فتبيّن؛ لعل المعلم أراد أن يجعل من الطالب رجلاً ذا مسؤولية، إن شكتكَ موظفة عن جهة عملها فتبيّن؛ لربما كانت من مصادر الفتنة وعملها يحارب الفساد.
إذا طلبوك وسمًا على موقع التواصل فتبيّن؛ حتى لا تُلاك سُمْعتك فيما بعد لأنك تبعت قطيع الظلم وأنت تجهل.
إن بكى ابنك من ضرب أخيه أو صديقه فتبيّن؛ فمن الوارد جدًا أنه سبق وبكى، وإن قَسَت عليكِ أمكِ فتبيّني؛ هي لا تريد منكِ سوى القدرة على الصمود في وجه مصاعب الحياة..
تبيّن إن كان ذاك يحبك فأرداك قتيلاً لكلماته، تبيّن إن كان يخاف عليك فَجَلدَك بسياط الاتهامات، تبينّ مكامن النيّة في ظاهر الأفعال، تبيّن صمت النظرات فربما تُخبِّئ خلف أسوارها عظيم القهر.
إن بلغك قولٌ من قائل لا يقول مِثله فتبيّن؛ من الممكن جدًا أن يكون قِيل عنه وهو لايدري، إن أتاكم الفِسقُ كنصيحة حب فتبينّوا، فيَرِدُ أن يكون سُمًا تشربونه على غفلةٍ من كأس ثعبان.
تبيّنوا لعلكم تؤذون صديقًا أو حبيبًا بسوء فِعْلكم، بقسوتكم بتحملها حتى ينفجر لا تعلمون الأسباب.
تحسّسوا الشعر الفارقة بين ظلم السلطة والقيادة الفذّة، فكلاهما يحتاج إلى قوة إرادة وجديّة.
تبيّنوا قبل أن تصيبوا بؤرة الوجع بقذيفة الجهل فتصرفون ما تبقى من ساعات في العضّ على نواجذ الندم.
واعلموا أن المسامحة عصيّة على النفس وإن بدا من المظلوم كرم المغفرة.