في ليلة حضرية مدنية معاصرة(بلابيداء ولاسيوف ولارماح)إلا من القرطاس والقلم اللذان اعتمدهما واعتمرهما مجازيا فارس أمسية إثنينية الذييب كزوادة له في ليلته الرائعة الثرية النادرة من ليالي المسامرات الثقافية.
إثنينية الذييب لهذا الأسبوع بالرياض التي يقيمها بقصره العامر شمال الرياض كل أسبوع رجل الأعمال المعروف حمود الذييب مالك فندق مداريم كراون ومجمع مداريم.
استضافت مدرب الخيل المعروف وهو أيضا مالك اسطبل للخيول..الروائي يحيى القحطاني كاتب روايتي (البندري)و(الرياض لندن الرياض)ورواية(امرأة وأربعة) تحت الطبع.
وذلك للحديث والحوار عن الخيل وما أدراك ماالخيل(المعقود بنواصيها الخير).
والندوة كما بدأت ماتعة..انتهت إلى أكثر من متعة معلوماتية معرفية وثقافية وعلمية وأدبية وشعرية في خاتمتها.
بينما تناثر عبير أولها وأوسطها من ضيف الأمسية المتحدث الرئيس ومن أكثر من ضيف حاضر بينهم أكاديميون وإعلاميون ومثقفون من أمثال الدكتور عبدالعزيز السويل الذي عمل أستاذا للغويات واللهجات بجامعة الملك سعود وملحقا ثقافيا بالسفارة السعودية في واشنطن وأمينا عاما للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومستشارا ثقافيا للأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله وعضوا لمجلس الشورى.
وكذلك الأستاذ سليمان العصيمي رئيس تحرير صحيفة الرياض السابق..والأستاذ عبدالعزيز السبيعي خبير الخيل ومالك مربط.وغيرهم العديد من الضيوف الحاضرين.
وفيما أثنى الدكتور السويل على المحاضر وقال عنه:لقد أدهشني وأفادني وجعلني أتعلق بالخيل وحرضني على البحث والقراءة من الغد في الخيل وأنا الذي كنت قد حضرت وفي صدري بعض الضيق من عنوان المحاضرة عن الخيل.فشكرا للمحاضر وأخي أبوعبدالله حمود الذيبب.
من جهته الإعلامي سليمان العصيمي ثنى على مداخلة الدكتور السويل قائلا:أنا أضم صوتي للدكتور السويل عن انبهارنا الليلة بهذه المحاضرة القيمة التي أفادتنا ومنحتنا المعلومات القيمة والثرية التي كنا نجهلها عن الخيل العربية لذلك كل الشكر لمضيفنا صاحب الاثنينية على هذه الندوة.
وأنهى العصيمي مداخلته ببعض التساؤلات عن الفارق بين خيول السباق والخيول الاستعراضية التي تغنى بجمالياتها الشعراء والأدباء وأيضا حول تربية الدول الغربية بالذات أمريكا الجنوبية الأرجنتين تحديدا للخيول العربية.
أما الأستاذ عبدالعزيز السبيعي خبير الخيل وبصفته أحد ملاك مربط المعود العائد ملكيته لأبناء عبدالله بن محمد السبيعي يرحمه الله الحاصل على نصف جوائز مركز الملك عبدالعزيز للخيول العربية الأصيلة فئة(A)وبعض الميداليات الذهبية العالمية من دول عالمية ومنها ألمانيا..
فقد رفد الندوة بمعلوماته العلمية والثقافية الغزيرة عن الخيل خاصة(الثيربي)منها،وقام بدور المجيب المتمكن عن الكثير من الاستفسارات الدقيقة للضيوف الحضور وأيضا من قبل المضيف حمود الذييب ونجله الأنيق الخلوق أحمد مقدم ندوات الملتقى.
الندوة كالعادة من تنسيق كادر ملتقى الإثنينية النشط مهند محمد المتعهد بكل الحب والتواصل والتنسيق الدائم مع الأنباء العربية والذي تجاوز بكل إيثار جراح أحزانه في وفاة والده يرحمه الله الأسبوع الماضي وعمل على تنسيق هذه الندوة وحضرها وتلقى العزاء من كافة الحضور..بدأت أيضا كالعادة البروتوكولية للملتقى بتقديم أحمد حمود الذييب ليتولى بعده الإعلامي تركي الناصر إدارة الندوة بعد دخول مضيف الإثنينية الكريم أبوعبدالله حمود الذييب إلى القاعة ومصافحة ضيوفه فردا فردا هاشا باشا في محيا كل ضيف من ضيوفه الذين يصفهم بأنهم أهل الدار وليسوا ضيوفا غرباء..ومن ثم تتم فقرة التعريف بجميع الحاضرين للإثنينية لتنطلق على بركة الله ندوة الملتقى بكل ماتكتنفه من محاور ونقاشات إلى أن يعلن مضيفها دعوته الكريمة لمأدبة العشاء
وفي ندوة هذا الأسبوع المخصصة للحديث عن الخيل ونظرا لاختصاصة في تدريب الخيل وامتلاكه لاسطبل للخيل ولتمتعه بوعي السارد وفن الحكي بالنظر لكونه روائيا أسهب المتحدث يحيى القحطاني وباقتدار وتمكن في الحديث عن الخيل منذ بدء التاريخ بحزم من التوقيعات البحثية والدراسات العلمية والمدونات التاريخية لمراحل تواجد الخيل في الحضارات القديمة والتاريخية من مختلف العصور وأضاء سرديا على بعض النقاط الجغرافية لحضور الخيل فيها وتنقل سلالاتها كما ركز في حديثه على الخيل(الثيربي).
بينما نوه كتوطئة لندوته لما كتبه إبن الكلبي في كتاب أنساب الخيل بأن أول من ركب الخيل سيدنا إسماعيل عليه السلام،وأول من عدا به فرس في سبيل الله هو المقداد بن الأسود،وأول من ارتبط فرسا في سبيل الله كان الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
وأشار القحطاني في معرض حديثه إلى بعض أسماء خيل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومنها:المرتجز،والسكب،والضرب،والبحر،وسبحة،واللزاز.
كما استعرض الروائي القحطاني سلالات الخيل العربية التي منها: الصقلاوية،والحمدانية،والكحيلة،والعبية،وأم عرقوب.
وعن مراكز الخيل عند العرب استعرضها على هذه التراتبية:
الأول:المتجلي..لأنه تجلى وبرز
الثاني:المصلى..لأنه يأتي برأسه عند صلى الأول.
الثالث:المسلي..لأنه يسلي عن صاحبه لوصوله مع الثلاثة الأوائل.
الرابع:التالي لأنه يجيء بعد الثلاثة الأوائل.
الخامس:المرتاح لأن مركزه يشبه الإصبع الصغير.
السادس:الحظي لأن الرسول الكريم_كما أفاد القحطاني_أعطاه قصبته.
بينما كان من أكثر الفقرات التي نالت تفاعلا وتساؤلات الحضور واسترعت انتباه الحضور المحور الخاص ببصمة الخيل التي تماثل في تفردها بصمة الإنسان عن الإنسان وتكون من الخيل في خصلات شعر الخيل الحلزونية.
أيضا العمليات الإجرائية لتوثيق شهادات الخيل مبينا للحضور شكل وتفاصيل مايمكن تسميته بجواز سفر الخيل.
وهنا..كان لصحيفة الأنباء العربية مداخلة استدراكية حول إمكانية تزييف الشهادات ومدى موثوقيتها ودقتها العلمية خاصة في زمن التكنولوجيا والأجهزة الالكترونية المتقدمة.
وفي ختام ندوته عرج يحيى القحطاني على بعض المراكز العربية والمنظمات الدولية التي خدمت الخيل وتربيتها والاعتناء بسلالاتها وميادين الفروسية وبعض مناقب أشهر الخيول الجمالية وأيضا التي حصدت بطولات متعددة ومتنوعة بالأسماء والتواريخ كاشفا عن ذاكرة حافظة فذة وذهنية ساردة ماتعة بالفعل في هذا الميدان الأصيل في كل الثقافات والحضارات على مر التاريخ.
من جهتها صحيفة الأنباء العربية التي حظيت كالعادة بدعوة خاصة ومتميزة لحضور ملتقيات إثنينية الذييب على وعد بشراكة استراتيجية دائمة بين الأنباء العربية والإثنينية للتغطيات الدائمة لفعالياتها..
كان لمحررها أكثر من مداخلة منها حول سطوة الغيبيات وشيوع الأفكار المرتبطة بالسحر والحسد في أوساط أهل الخيل والمهتمين بمتابعة سباقات الخيل.
وأيضا عن الجدوى الاقتصادية من سباقات الخيول المدرجة ضمن فعاليات المهرجانات الرسمية والاحتفالات الترفيهية والمثال هنا في ملتقى الفرسان على كأس الملك الذي يقام هذا العام للمرة الرابعة تحت رعاية وتنظيم الهيئة الملكية لمحافظة العلا.
أما ختام فعاليات ملتقى الإثنينية لهذا الأسبوع فقد كان كالعادة مع الشعر الفصيح والشعر الشعبي وغناء العرضة وبعض الهيجنات والأهازيج المحببة من كبار السن حفظهم الله وبينهم الفنان القديم عبدالعزيز الراشد..
لينتقل الحضور إلى مأدبة العشاء على وعد بتلبية دعوة ربان سفينة الإثنينية للملتقى القادم في ذات اليوم من التوقيت والتاريخ.