![السيد خاطر السيد خاطر](https://aan-news.com/wp-content/themes/taranapress/images/no-thumb.png)
لأول مرة يتم اختيار مثقف وفنان سعودي، لجائزة “التميز الثقافي” التي تمنحها سنوياً “تكريم” حيث أعلنت أمانة هذه المبادرة عن فوز الدكتور أحمد ماطر بهذه الجائزة الرائدة والمهمّة في التعريف بالمثقفين والمبدعين العرب وبإنجازاتهم التي قدّمت صورة بارزة للوطن العربي لدى الآخر. وعُرف عن هذه المبادرة أنّها تتقصّى المنجزات للفائزين بجوائزها ذات الفروع الخمسه، وذلك من حيث خدمة الفائز للمجتمع ومدى تفوق أنشطته وأعماله وما أنجزه في مسيرة الإنسان العربي ومساهماته في الوصول إلى المنصّات الدولية. وكان ماطر قد أنجز في سنوات معدودة الكثير من النشاطات والأعمال التي حققت حضوراً كبيراً.وطيلة ما يُقارب الخمسة عشر عاماً أسس هذا المبدع طريقته الخاصة في المزواجة بين أشكال الفن ما حقق لتجربته الفريدة في تطويع الفنون المختلفة وبتعدد جمالي حديث يمتثل لرؤاه بالفن التشكيلي وبالتصوير الفوتوغرافي، والفن الأدائي، والتسجيل المرئي.
لقد استطاع ماطر أن يصنع منطقته الفنية الخاصة من محيطه وأسئلته القادمة من جوهر مكونه الثقافي، وهو ابن قرية جنوبية من المملكة نشأ فيها قبل الالتحاق بدراسة كلية الطب في جامعة الملك خالد في منطقة عسير. اشتغل على تخوم ذاكرة ذلك الطفل القادم بدهشته الأولى، ثم الفتى والشاب المملوء بمعارف جديدة ليتماس مع حدود استفهامات الآخر في الطرف البعيد من العالم، ذلك الآخر الذي يبحثفي حاجته للتعرف على تلك الثقافة العربية والإسلامية القادمة من أرض الجزيرة العربية تحديداً. وهذا ما نقرأه عن المكان المقدّس، في حديثه أثناء معرضه “أحمد ماطر: “في “متحف بروكلين” في مدينة نيويورك حين قال: “إنّ ما يدأ كرغبةٍ للتعبير عن التغيرات القائمة يت كلل في نهاية المطاف بتجسيد شامل للاحساس الفن المضمون وليس الشكل الفن للشعور وليس لتفكير الفن كالحب غير قابل للتفسير “.
شكّل ماطر في فترة قصيرة طيفاً مختلفاً عمّا كان في الواجهة وصعد اسمه لمحافل عالمية احتفت بأعماله التي أصبحت علامة فارقة على مرحلة معاصرة تشهد تحولاً كبيراً داخل مساحة الفن المعاصر وقراءاته الحديثة على أرض المملكة العربية السعودية أولاًوالمنطقة العربية ككلّ.
وقد أصابت “مبادرة تكريم”، حينما اختارت ماطر لجائزة “التميز الثقافي” لكونه يُمثل ذلك التفوق الواضح في تحقيق الطموح وما عكسه من أدوار ناجحة لدعم الثقافة العربية وتقديم مخزونها الكبير إلى العالم والمساهمة في تنشيط دور الفنان وتوسيع آفاقه. إضافة إلى تحقيقه إنجازات في قيادة الشباب لتنمية المهارات واستقطاب إبداعاتهم وتكوين فضاء من الإلهام لهم بداية بتنظيم المعارض الدولية وفتح النوافذ أمام المبدعين الجدد وإتاحة الفرص أمامهم للحوار، حيث أسس عدّة منصّات فنية وإبداعية كان لها الانتشار ألأوفر إقليمياً ودولياً، وشارك في لجان مختلفة كقيّم فني وعارض أوّل، كما ساهم في بناء مشاريع ومؤسسات كان من شأنها النهوض بالحركة الفنية ودعم الفنانين على مختلف المستويات ونقل تجاربهم في الفنون المعاصرةوالتعريف بالمشهد العربي الحديث داخل الأوساط الغربية. وقد اقتنت كبريات المتاحف في أوروبا وأمريكا بعض أعماله، حيث اقتنى المتحف البريطاني أحد أعماله وهو بعمر الثانية والعشرين من عمره حين شارك في معرض “الكلمة في الفن” ثم توالت المراكز الدولية في اقتناء أعماله الشهيرة. ثم مؤخراً عُين كأول رئيس تنفيذي لمعهد مسك للفنون 2017 والذي نشأ تحت مظلّة مؤسسة وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان “مسك الخيّرية”، وهذا المعهد يُعدُّ “مركزاً ثقافياً يُعنى بالفن والفنانين.. ويسعى المعهد إلى تشجيع المواهب الفنية الشابة المحلية في المملكة والارتقاء بسمعة الفنون السعودية والعربية وتمكين التبادل والحوار الثقافي العالمي”. وكان مع فريق العمل في هذا المعهد قد حقق أول مشاركة للمملكة في بينالي البندقية 2018 ـ المعرض العالمي للعمارة ـ وقال عن تلك المشاركة: “تعتبر هذه التظاهرة الفريدة ثمرةَ تعاونٍ مشترك بين المعهد والمؤسسات الثقافية الدولية؛ فهذا التعاون الذي توصل إليه المعهد مؤخراً، رغم حداثة نشأته، مع مؤسسة عالمية كبينالي البندقية وعمرها الممتد لأكثر من 120 عاماً، لهو تعاون هام ودليل على أهمية الدور الذي تلعبه المملكة في المشهد الثقافي العالمي”.
وعن معهد مسك، يرى صاحب هذه الجائزة التي تُكرّس الإبداع العربي، أنّه مركز قادر على “تكوين مجموعة متنوعة الاتجاهات وفاعلة في التأثير داخل الأوساط تُمثل أوجه التعددية الثقافية وتُقدّم صورها المختلفة في صناعة الإبداع والخطاب المشترك”، وهذا ما أكدّه ماطر في كلمته أثناء الحفل حين قال أنّ هذه الجائزة تختاره لأنّه تشرف “بالعمل مع مواهبٍ قد أنصفتْ قدراتِها ورفعتْ شأنَها في المحافل العالمية”، وأعاد لتلك المواهب النجاحُ، وكشف أنّ مَنْ عمل معهم كانوا شركاء الانطلاق من “جذر ثقافي عربي واحد”. وأشار في كلمته إلى أنّ “المخزون العميق للأرض العربية بصفتها مهد الحضارات الأولى ومنهل الإبداع والإلهام” هو ما جعل المثقفين تحت مسؤولية أن يكونواامتداداً لتلك الحقبة العريقة من التاريخ العربي، فالفنون العربية”تقوم على أساس من الثقافة المتينة وعلى مآثر عميقة من التجارب والإنجاز المتميز للإنسان العربي”؛ مشيداً بهذه الجائزة التي وصفها بأنّها تُمجّدالإرث وتُعلي مكانته عالمياً.
ومن مؤلفات أحمد ماطر “عسير من السماء”، “مجسمات القرن العشرين وتاريخ الفضاء العام “، “صحراء فاران.. التغيرات الحضرية في العمارة الإسلامية”.
يُذكر أنّ مبادرة “تكريم” قد مَنحت جوائز فروعها الأخرى لعدد من السعوديين ومنهم الأمير سلطان بن سلمان (جائزة إنجازات الإعمار) والراحل الدكتور غازي القصيبي (جائزة إنجازات العمر) وللجرّاح الدكتور طارق أمين (جائزة الإبداع العلمي والتكنولوجي)، وسعاد الجفالي (جائزة الأعمال الخيرية والخدمات الإنسانية)، وخالد الخضير(جائزة المبادرين الشباب).
مراجع
أحمد ماطر
ولد في مدينة تبوك في العام 1979
أحمد ماطر هو فنان، وطبيب، وأحد أهم الأصوات التي تُعنى بالمشهد الثقافي في الشرق الأوسط. من خلال ممارسته كطبيب ومبادراته الفنية العديدة، يكرّس ماطر نشاطاته الاجتماعية كوسيلة ملموسة للتأثير في المجتمع المدني الواسع، كما يدير العديد من المشاريع على النطاقين المحلي والعالمي. قدم ماطر المشورة لعدد من المؤسسات والشركات الدولية، كشركة سميثسونيان، الأمم المتحدة، الموما، متحف فكتوريا وآلبرت ، ومتحف سينتر بومبيدو بباريس .
في العام 2017، عُيّن ماطر مديراً تنفيذياً لمعهد مسك آرت، تحت جناح مؤسسة “مسك الخيرية” التي أسسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية. يهدف المعهد إلى تطوير منصة سعودية رائدة للإنتاج الثقافي على المستوى الشعبي بالإضافة إلى تعزيز الدبلوماسية الثقافية والتبادل المعرفي. يتضمن ذلك برنامجاً دولياً للمعارض، وشبكة اتصال للفنانين، وبرنامجاً لتعليم الفنون في المدارس والجامعات عبر جميع أنحاء المملكة. يعتبر ماطر عضواً مؤسساً للعديد من المبادرات والمؤسسات التي تُبنى مفاهيمها على أسس التفاهم والمتبادل، إيماناً منه بالدور الفعال لحوار الثقافات، كمبادرة “إدج أوف أرابيا”، و”استوديو فاران”. يعبّر ماطر عبر أعماله الفنية عن إيمانه العميق بالقوة الفعالة للتعليم وأثره في التغيّر، إذ يستعمل الفن والثقافة لتحفيز التبادل الحضاري وترويج ثقافة التسامح والتفاهم بين الشعوب. وثّق ماطر أسلوب الحياة في المملكة عبر ممارساته الإبداعية الدقيقة التي تسلط الضوء على طبيعة الحياة المعاصرة في المملكة العربية السعودية، ليساهم بذلك في ردم هوة الاختلاف الحضاري بين المجتمعات. يعتبر ماطر أول فنان سعوي معاصر تُعرض أعماله الفنية وتُقتَنى من قبل متاحف غربية كُبرى، نظراً لطبيعتها التفاعلية والجدية ونظرته الشاملة والدقيقة. شارك في عدة بيناليات العالمية، وعرض عدة مشاريع فنية تدور مواضيعها حول الثقافة والفنون الشرق أوسطية، كما شارك كمتحدّث عام ومحاور في العديد فعاليات نظّمتها مؤسسات ثقافية عالمية مرموقة كمتحف اللوفر في فرنسا، ومنظمة اليونيسكو، ومعهد ماساتشوستس التقني في الولايات المتحدة الأمريكية. يعيش ماطر ويعمل متنقلاً بين مدن الرياض وجدة وأبها في المملكة العربية السعودية.
Ahmed Mater
b. 1979, Tabuk, Saudi Arabia
Ahmed Mater is an artist, medical doctor and cultural producer at the forefront of the Middle East culture sector. Through his practice and initiatives, he is dedicated to social discourse and action as a means to tangibly influence the wider civil sphere. He is a manager and director of projects on global and local platforms and has advised institutions including Smithsonian, United Nations, New Museum, Victoria and Albert Museum, Riyadh Book Fair and Saudi Film Festival. In 2017, Mater was appointed Executive Manager, MiSK Art Institute part of the Prince Mohammed bin Salman bin Abdulaziz (MiSK) Foundation. Through an international exhibition platform, a forthcoming purpose-built art centre and university and school programmes, the new organisation uses art to instigate meaningful cultural development, diplomacy and exchange.
A proponent of dynamic, cross-cultural dialogues, he is a founding member of organisations focussed on increasing mutual understanding, including Edge of Arabia and pharan.studio. Across all of his work, Ahmed enacts a deeply held belief in the transformative and empowering potential of education – using art and culture to encourage exchange and promote a culture of awareness and acceptance. Through his creative practice, he has documented life in the Kingdom, contributing significantly to a more nuanced, global understanding of contemporary Saudi Arabia. His incisive outlook and engaging work means he was the first contemporary Saudi artist to be collected and showcased by major Western museums. He has participated in numerous international biennales, published six works on Middle Eastern art and culture and, as a seasoned public speaker, has contributed to events organised by international institutions including the Louvre, UNESCO and MIT.
Ahmed lives and works between Riyadh, Jeddah and Abha.
1