اختُتمت فعاليات ملتقى تاريخ وحضارة الخرج عبر العصور وسط حضور تاريخي وثقافي ومجتمعي لافت، لتؤكد المكانة المتنامية التي تحتلها محافظة الخرج بوصفها إحدى المحافظات السعودية العريقة، التي تجمع بين عمق التاريخ والتراث، وحيوية الحاضر، واستشراف المستقبل،وجاء ملتقى تاريخ وحضارة الخرج عبر العصور ليشكّل منصة تاريخية وثقافية عكست ثراء الخرج الحضاري، من خلال برنامج متكامل استعرض محطات تاريخية بارزة للمحافظة، ودورها الممتد في مسيرة الدولة السعودية، وما تزخر به من إرث تاريخي وتراثي وثقافي واجتماعي وإنساني ظل شاهدًا على أصالة المكان وحضارة الإنسان،وشهد الملتقى مشاركة نخبة من الباحثين والمهتمين بالتاريخ والتراث، الذين تناولوا الخرج بوصفها نقطة التقاء حضاري، وواحدة من مناطق الاستقرار البشري والزراعي في وسط الجزيرة العربية، لما تمتلكه من مقومات طبيعية وتاريخية أسهمت في تشكيل هويتها المتفردة،وأكد المشاركون أن الخرج لم تكن يومًا مجرد موقع جغرافي فحسب، بل حاضنة حضارية لعبت أدوارًا متعددة في مجالات الزراعة والعلم والتجارة،وأسهمت في بناء الإنسان السعودي، وترسيخ القيم الأصيلة والإرث التاريخي والحضاري للمكان،كما وضح الملتقى أهمية توثيق التاريخ المحلي وربطه برؤية المملكة العربية السعودية 2030، من خلال إبراز الهوية الوطنية، وتعزيز الانتماء، وتحويل الموروث التاريخي والثقافي إلى رافد معرفي وتنموي يسهم في بناء المستقبل، دون أن يفقد المكان ذاكرته أو ملامحه التاريخية الأصيلة،وفي ختام الملتقى، أكد الحضور أن هذا الحدث الثقافي شكّل إضافة نوعية للحراك الثقافي المحلي، ورسالة واضحة بأن الخرج، بتاريخها العريق وإنسانها الواعي، قادرة على أن تكون نموذجًا حضاريًا يجمع بين الجذور التاريخية الراسخة والطموح المتجدد.
ويبقى ملتقى الخرج شاهدًا على أن الخرج ليست مجرد صفحات من الماضي، بل قصة حضارية عظيمة تُكتب بوعي أبنائها، وتُروى للأجيال بوصفها جزءًا أصيلًا من ذاكرة الوطن ومسيرته الحضارية وتاريخه العريق.
د.هاله بنت ذياب المطيري
الأمين العام للجمعية التاريخية السعودية
