جدة-
أكد أستاذ الإعلام بجامعة الملك فيصل البروفيسور فلاح بن عامر الدهمشي؛ على زيادة مخزون الباحثين والمهتمين بمجالات الإعلام والعلاقات العامة؛ المعرفي في إدارة الأزمات والتعامل مع المخاطر؛ وخاصة لدى ممثلي الاتصال المؤسسي في المنظمات؛ التي تعود أسباب فشل بعضها إلى غياب استراتيجية إدارة الأزمات لديها.
وصنف البروفيسور الدهمشي خلال كتابه “الاتصال وإدارة الأزمات” الاتصال الفعّال على أنه ركيزة أساسية في الحد من تداعيات الأزمات، وبناء الثقة، وتوجيه الراي العام، للتنبؤ بالأزمات واحتوائها والتعامل معها بفاعلية قبل وقوعها وأثناء وقوعها وبعد وقوعها، مستعرضاً النماذج العالمية والحديثة في توظيف الإعلام، والاتصال المؤسسي، وإدارة السمعة، وفرق الطوارئ، والتواصل الرقمي في البيئات المختلفة التي تتسم بسرعة التحول.
ووجه صنّاع القرار في مجالات إدارة الأزمات، بمراعاة الحوكمة المؤسسية، وذلك للوصول إلى تخطيط اتصالي سليم؛ يساهم في احتواء الأزمات وتقليل آثارها؛ داخل المنظمات، وحتى على مستوى المجتمعات؛ حيث يعد ضعف الاتصال الداخلي والخارجي أحد أهم أسباب الفشل في إدارة الأزمة واحتوائها؛ منوهاً بطرق التعامل مع المواقف الحرجة بفعالية، وذلك بالتركيز على أهمية الإعلام ودوره في تشكيل صورة المنظمة في ظل الأزمات واحتدامها.
وبين أن نجاح المؤسسات في مواجهة الأزمات، يرج لوجود كفاءة اتصالية تمثل الجسر الذي يربط بين صانع القرار والجمهور الداخلي والخارجي؛ لذا لابد من بناء منظومة اتصال مؤسسي واعية ومدربة، قادرة على التعامل مع الأزمات من خلال التخطيط المسبق والتفاعل السريع والمصداقية في نقل المعلومات؛ مضيفاً أن العلاقة بين الاتصال والأزمة علاقة تكاملية، فنجاح إدارة الأزمة يعتمد بدرجة كبيرة على كفاءة الاتصال في إيصال المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب؛ حيث تمر مراحل إدارة الأزمات بالاستعداد عبر إعداد خطط اتصال استباقية، وتحديد المتحدثين الرسميين، وتدريب فرق العمل على الرسائل الموحدة، والاستجابة أثناء الأزمة بتوفير المعلومات الدقيقة أولًا بأول، واستخدام قنوات الاتصال المناسبة من الإعلام، ووسائل التواصل، والبيانات الصحفية، ومواجهة الشائعات بشفافية وسرعة.
وأشار إلى أن بناء الثقة مع الجمهور عنصراً بالغ الأهمية للحفاظ على سمعة المنظومة من التضليل الإعلامي، وأن المؤسسات التي تبني نظاماً اتصالياً مرناً وقائماً على الشفافية والتخطيط، تكون أكثر قدرة على احتواء الأزمات والحفاظ على سمعتها؛ مشدداً على أن الاتصال ليس مجرد وسيلة لنقل المعلومات، بل هو أداة استراتيجية لبناء الثقة وإدارة المواقف الطارئة.
