بدعوة من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، شاركت منظمة العمل العربية بصفة مراقب في أعمال الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، التي انعقدت تحت شعار “معًا من أجل مستقبلٍ أوفرَ صحة: عمل، إتاحة، وإنصاف” بمقر المكتب الإقليمي في القاهرة، برئاسة الدكتور صالح الحسناوي وزير الصحة في جمهورية العراق، وبمشاركة الوزراء والسيدات والسادة رؤساء الوفود وممثلي وزارات الصحة من 22 دولة عضوًا.
وفي كلمتها الافتتاحية، رحّبت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بأصحاب المعالي والسعادة ورؤساء الوفود، وقدّمت لمحة عن الخطة التنفيذية الاستراتيجية 2025–2028 التي ترتكز على ثلاث مبادرات رئيسية لتحفيز العمل على تعزيز القوى العاملة الصحية، وتوسيع نطاق الإتاحة المُنصفة للأدوية، والتصدي للتحدي المتزايد المتمثل في تعاطي مواد الإدمان، كما استعرضت سعادتها الاستجابات الجارية لـ 16 حالة
طوارئ مُصنَّفة و56 فاشية من فاشيات الأمراض في الإقليم، وإعادة تنشيط التحالف الصحي الإقليمي عبر 15 شراكة جديدة، إلى جانب إنشاء فريق عمل إقليمي معني بالتمويل يضم خبراء في التمويل الصحي من الدول الأعضاء لدعم التمويل المبتكر والاستراتيجي والمستدام للقطاع الصحي في الإقليم.
وشمل جدول الأعمال عرض التقرير السنوي للمديرة الإقليمية، وتقارير كلٍّ من اللجنة الفرعية للبرامج المُنبثقة عن اللجنة الإقليمية واللجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال، ومتابعة التقدّم في استئصال شلل الأطفال ومرحلته الانتقالية والطوارئ الصحية، إضافةً إلى مناقشة أوراق تقنية حول: تعافي النُّظُم الصحية في السياقات الهشّة، والرعاية المُلطِّفة، والسلامة والأمن البيولوجيّ في المختبرات، والنظر في خطة عمل تنفيذية جديدة بشأن تغيّر المناخ والصحة. وتضمّن البرنامج أيضًا تكريم روّادٍ في الإقليم عبر جوائز التميّز في رعاية مرضى السرطان وبحوث متلازمة داون.
وخلال المناقشات الخاصة بورقة السلامة والأمن البيولوجيّ في المختبرات، قدّمت ممثلة منظمة العمل العربية مداخلة، استعرضت فيها جهود المنظمة في حماية صحة العاملين من المخاطر المهنية، بما فيها المخاطر البيولوجية، مع الإشارة إلى اتفاقية العمل العربية رقم (7) بشأن السلامة والصحة المهنية والتوصية المُلحقَة بها، وأبرز إصدارات المنظمة في هذا المجال، فضلًا عن الدورات التدريبية التي عقدتها المنظمة لرفع الوعي والتعريف بالمخاطر وطرق الوقاية، ومن بينها الدورة المنفَّذة في جمهورية العراق بعنوان “الصحة والسلامة المهنية في المختبرات البيولوجية”. وعلى مدار ثلاثة أيام عمل تخللتها مناقشات رفيعة المستوى، خرجت الدورة 72 بنتائج مهمة، تمثلت في اعتماد خمسة قرارات حاسمة، يركز أحدها على تعافي النُظُم الصحية في الأماكن الهشة والمتضررة من النزاعات، وحدد مجموعة من الإجراءات التي تضمن استعداد النظم الصحية للبلدان بشكلٍ أفضل للأزمات مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية، وأن تُغتنم حالات الطوارئ بوصفها فرصةً “لإعادة البناء على نحو أفضل”.
وتَوَصَّل السيدات والسادة المشاركون إلى اتفاق على الانتهاء من خطة عمل تنفيذية جديدة للصحة وتغيُّر المناخ في الإقليم وتقديمها للمساعدة في التصدي للتحديات الصحية المتزايدة المرتبطة بالمناخ، ومنها الحرارة الشديدة، والجفاف، وندرة المياه، والعواصف الترابية، وارتفاع مستويات البحار، والنزوح بسبب التغيُّرات المناخية. وأكدت الدول الأعضاء التزامَها بتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق الصحة للجميع.
