سَتبكي على أبها إذا جَنَّ ليلُها
وغادرتَ جَبراً في هَواها مُتيمُ
أتشكو والصبابةُ يا مُعذبُ ليتَما
بقيتَ ولو يوماً تُناجي ومُغرَمُ
حَنيني وشوقي في سَحابٍ يَحُوفُها
ويَندبُ حَظاً في الوصالِ يُلملِمُ
الا ليتَ شِعري ما حَييتُ بِقُربِها
أُهيمُ وفي أحضانها ما أُجرَّم
دُهوراً في الغَرامِ كأنَّما
بُليِتُ بفُقدٍ للحَبيبِ ومَأتمُ
تجولُ بي الذكرى وتِلكَ سَحابةٌ
تهِّلُ دموعاً مثل وَجدِي وتَبْسُمُ
أتنوي فِراقاً يا حَبيبُ وتَنثنِي
على آكامها تَسقِي الوِهادَ وتَغَنمُ
وهبَّتْ رياحٌ في ثَنايا حديثِنا
غَمَامٌ وأنسامٌ تَوالتْ ومُعْتِمُ
ورعَدٌ وكَمْ قَدْ ناحَ قُربي دَويُّهُ
فيَلهَج بالتَّسبِيحِ ما عَاشَ مُسلِمُ
وتَضوِي بُروقٌ ما سُحِرتُ بِمثلِها
لساني وما حاورتُهُ مُتلعْثِمُ
وَكمْ هَالنِي مَرأى الضِّياءِ يُخيِفُني
وفي مكنونِ نَفسي هِيامٌ ومُلجَمُ
وحينَ بَدا نورُ الهلالِ مُرحِباً
وقد أعلنَ التِّرحالَ هذا مُسلَّمُ
كَففتُ دُموعِي حِينَها وتَبينَتْ
شُجونُ حَبيب ٍ ما تَغانى ومُوسَمُ
على فُقدِ أبها مانَويتُ وحِيرَتِي
مَتىْ يَجمعُ اللهُ المُحِبَّ ويَغنَمُ
عائض سعيد عايض آل شبيلي القرني
1447/2/26هـ
2025/8/21م