الشيخ العلامة المحدث عبدالعزيز بن عبدالله الكناني الزهراني يُعد من أبرز علماء الحديث في المملكة العربية السعودية، وواحدًا من رواة الحديث المتصل بالسند إلى رسول الله ﷺ. وُلد عام 1352هـ في قرية بني عمار ببلاد زهران بمنطقة الباحة.
النشأة والتعليم
بدأ الشيخ تعليمه في كُتّاب قرية المندق، حيث تعلم قراءة القرآن ومبادئ التوحيد على يد الشيخ عبدالله بن سعدي رحمه الله. لم يتلقَّ تعليمًا أكاديميًا رسميًا، لكنه عوّض ذلك بملازمة العلماء وحضور حلقات الدروس في المسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث انضم إلى حلقات أهل العلم بعد الفجر، وبعد العصر، وبعد المغرب، وبعد العشاء، فيحضر في مجالس شيخه المحدث عبدالحق الهاشمي، وكذلك الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الحمدان، وكانت أكثر ملازمته لهذين الشيخين.
حياته العملية والعلمية
عمل الشيخ في شرطة العاصمة المقدسة بين عامي 1371هـ و1373هـ، ثم انتقل للعمل في أمانة العاصمة المقدسة لمدة 25 عامًا. كان أول رئيس لبلدية منى، وأسهم في تنظيم المشاعر المقدسة، حيث منع الذبح في مخيمات الحجاج، وأنشأ حنفيات ماء في طرق المشاة، وخصص مواقع لذبح الهدي، مما ساهم في تحسين الخدمات المقدمة للحجاج.
في الجانب العلمي، لازم الشيخ المحدث السلفي المسند أبو محمد عبد الحق بن عبد الواحد بن محمد بن هاشم لأكثر من عشر سنوات، ودرس عليه كتبًا مهمة مثل صحيح البخاري، صحيح مسلم، وكتاب التوحيد لابن خزيمة. وقد أجازه شيخه في العديد من الكتب الحديثية والتفسيرية، مما يدل على مكانته العلمية الرفيعة.
مؤلفاته
أشهرها : الرواة الأماجد من زهران وغامد ، وهو موسوعة كبيرة .
كتاب حرية الفكر أم حرية الكفر.
كتاب خواطر اسلامية .
وكتاب صور من سيرة شباب الرعيل الأول .
كما للشيخ عبدالعزيز الزهراني رسائل وكتب لم تُطبع بعد، منها:
• دفاع عن أبي هريرة رضي الله عنه
• شجرة نسب زهران
مكانته الاجتماعية
بعد تقاعده، عاد الشيخ إلى قريته وتفرغ للعلم والدعوة، وأسهم في إصلاح ذات البين، وعمارة المساجد، والوعظ والإرشاد. كما شارك في أنشطة النادي الأدبي بمنطقة الباحة، وجمعية البر بمحافظة المندق، وكان عضوًا في المجلس البلدي بالمندق.
التكريم والاحتفاء
أصدر الكاتب صالح بن خميس الكناني الزهراني كتابًا بعنوان “سيرة ومسيرة: العلامة الشيخ المحدث عبدالعزيز بن عبدالله الكناني الزهراني”، يتناول فيه سيرته العلمية والعملية، ويُعد هذا الكتاب تكريمًا لجهود الشيخ ومكانته في المجتمع.
يُعتبر الشيخ عبدالعزيز الزهراني مثالًا للعالم العامل، الذي جمع بين العلم والعمل، وأسهم في خدمة دينه ووطنه.
